مخلد الشمري
أصبحت ممارسة السياسة في الكويت هواية من لا هواية له، وبالتحديد أصبحت مثل هؤلاء الدايخين الذين يسهرون أسبوعيا مع بعضهم البعض، بسيناريو سهرة وحيد اوحد يبدأ دائما بقول الشعر ثم يتحول فجأة الى حَب خشوم، فما يلبث ان ينتهي بهوشة ما بعدها هوشة، أسلحتها العُقل والقناني والكؤوس الفارغة، وهكذا اسبوعيا في كل سهرة.
أما أكثر شيء زعلت منه وتحسّفت عليه في هذه الحياة وأشعر دائما بالأسى والعار منه هو اني خُلقت في زمن وُجد فيه وعاصره أمثال المقبور صدام حسين، والبشير والقذافي واحمدي نجاد ويوسف القرضاوي ومقتدى الصدر وبشرى الخليل ونجيب النعيمي ومعهم روبرت موغابي حتى لا يزعل مني ويحقد عليّ راديكاليو ومتعصبو ومتخلفو العرب والشرق الاوسط.
وشخصيا لا أبالي أو أهتم بأي مشاكل سياسية او اقتصادية او اجتماعية تعاني منها بلاد ومناطق عديدة في هذا العالم، فالمهم عندي هو الا تصل مثل تلك المشاكل لمدينتي المحبوبة ووجهتي المفضلة مدينة «بتايا».
اما اذا اردت ان تتخطى اي مشكلة، وألا يسيطر القلق والخوف عليك، فما عليك إلا ان تطبّق حرفيا مقولة «إن أسخف الحلول هو أفضلها»، أما إذا أردت ان تكون كاتبا او سياسيا في الكويت فهذا شيء سهل جدا وما عليك الا ان تقوم بتمثيل كاتب او سياسي حتى ان كنت لا تصلح ان تكون ربع كمبارس.
وأخيرا وبالتأكيد ليس آخرا حيث ان قلمي الجارح في أغلب المرات والوقح مرات قليلة، واقف على قلب كل من لا يستسقني، اقول وأصرخ وسأظل أصرخ وأقول انه بالكويت لا ينقصنا سوى الضمير ولا شيء غير الضمير.