مخلد الشمري
متأكد كل التأكيد من أن الأغلبية الساحقة جدا من أفراد هذه المنطقة العربية، وخاصة أفرادها الذين يدّعون العلم والثقافة لا يعرفون أن يوم 23 أبريل هو يوم الكتاب العالمي، فما أهمية الكتاب لمجتمعات منطقة عربية تؤكد الاحصائيات الموثوقة ان معدل قراءة الفرد فيها لا يتعدى «بضع» صفحات سنويا! مقارنة بـ 7 كتب، وربما أكثر، معدل قراءة سنوي لأفراد المناطق الأخرى في هذا العالم.
فما عدا الاحتفال الأكثر من متواضع الذي أقامته «مشكورة» رابطة الأدباء بهذه المناسبة العالمية المميزة، لم نسمع عن أي أنشطة أخرى عن يوم الكتاب العالمي، خاصة من قبل المجلس الحكومي المسؤول رسميا عن الكتاب ومعرضه في الكويت، حيث يبدو ان الكتاب ويومه العالمي ليس له قيمة في الكويت تماما مثل أي مكان آخر في المنطقة العربية، مهما سمعت عن إقامة معارض رسمية وغير رسمية بها للكتاب، لا يمت أغلبها للثقافة الحقيقية ولمعارض الكتب الحقيقية بشيء.
وكإنسان محب لكل الناس الطبيعيين والمسالمين ولا أحمل في نفسي عقدا وضغينة وحقدا تجاه الغير وكعاشق أبدي للقراءة ومدمن أبدي لها إدمانا ما أحلاه من ادمان، فإني احتفل يوميا بالكتاب ومع قَلْب كل صفحة أقرأها من كتاب، الأمر الذي يسعدني، وساعدني ومكنني من اللحاق بمعدل عدد الكتب الذي يقرؤه الأفراد المتحضرون و«الطبيعيون» في هذا العالم!
لا أتصور نفسي يوما ما، دون ان اقرأ فبالكتاب أحيا وأتنفس وأعيش، وبفضل الكتاب كم تعرفت على حياة مجتمعات أخرى دون ان تطأ قدماي ديارهم، وبفضل الكتاب أصبحت أكثر إنسانية وأكثر تواضعا وأكثر تسامحا، أما أهم فائدة للكتاب هذه الأيام فهي الهروب معه بعيدا، لنسيان الواقع الأليم لمجتمعنا الذي لو كان يقرأ ويتعلم أفراده من هذه القراءة لما وصل للحال التعيس الذي هو عليه الآن، والذي لا يختلف عن واقع منطقة عربية لا تقرأ!