مخلد الشمري
في زمننا الحالي الرديء والمقلق تحوّل «حق» اللجوء لأداة الاستجواب البرلماني الى استخدام ولجوء باطل لها ولا تلتفتوا او تصدقوا نهائيا عبارات وأعذار مثل الدفاع عن مبدأ العدالة والمساواة بين المواطنين ومبدأ الدفاع عن سيادة القانون ومبدأ الحرص والخوف على المال العام، تلك الأعذار والعبارات التي كمْ ضحك بها البعض من جهوريي الصوت علينا.
لو كان هذا البعض الذي يتعذر دائما بالدفاع عن مبدأ العدالة والمساواة بين المواطنين جادا وصادقا وليس مخادعا لما شاهدهم الناس يوميا وهم يجوبون أروقة دوائر الدولة الرسمية ذهابا ومجيئا وتهديدا ووعيدا للمسؤولين لهدف وحيد لا ثاني له نهائيا، وهو كسر القوانين وتفتيتها، وتدمير مبدأ سيادتها ومبدأ العدالة والمساواة بين المواطنين، وتجيير أغلب الفرص وأفضل الفرص فقط لأقاربهم ولأصدقائهم ولناخبيهم ولمن يعز عليهم. ولو كان هذا البعض يستحي وينتخي من هؤلاء الذين لم نسلم من تأزيمهم الدائم للأمور ولم نسلم من صراخهم الذي كم أصم وأزعج راحة وآذان المواطنين، ولم نسلم من استغلالهم لسذاجة كثير من الناخبين ـ لأجلوا ـ على الأقل تأزيمهم واستجواباتهم لبداية دور الانعقاد المقبل لنرتاح وطنا ومواطنين في أشهر الصيف الحارقة، بعد ان أدمت وحرقت أحداثنا المحلية في الأشهر الماضية قلوبنا وصدورنا ونحن نراقب مسلوبي الإرداة ـ وطننا ـ وهو يواجه ويتعرض لهذا الكم الرهيب من أحداث ومشاكل وأزمات لا ترقى لمستوى الأزمات، يتسبب فيها وكالعادة هؤلاء الذين لن يهنأوا ولن يرتاحوا ولن تغمض لهم عين إلا عندما تبقى أزماتنا مستمرة، وتبقى معها حرقة قلوبنا وأنفسنا على وطننا مستمرة.
فيا من أدمنتم الصراخ وافتعال الأزمات والفرح بها ويا من لا تفرقون بين الجد والمزاح نقول لكم ـ كفى وكفى وكفى ـ وبصوت صارخ لا يقل عن نبرات صراخكم، وتأكدوا انه بعد اليوم لن تكون هناك اي قيمة ومعنى لصراخكم فقد تفتتت واستهلكت وسذجت كل اسطواناتكم.