مخلد الشمري
كل رمضان اكتب محذرا الأبرياء من أخطر نصف ساعة بالعالم وهي نصف الساعة التي تسبق موعد الإفطار والتي يتسابق فيها قادة كثير من المركبات مع الوقت ومع انفسهم فقط ليصلوا الى منازلهم في وقت الافطار حتى وان كان ذلك على حساب قتلهم لأبرياء في الطرق حيث يبدو ان ادعاءهم الصيام ليس برادع قوي لهم عن قيادة مركباتهم بسرعة جنونية وعن كسرهم للإشارة الحمراء ولقوانين المرور الأخرى رغم أن صيام رمضان هو صيام لتهذيب النفس والسلوك قبل ان يكون اداء لركن رئيسي من أركان الاسلام.
إنني متأكد بصورة لا تشوبها شائبة أنه لو قام مسؤولو المرور في البلد وبصدق بإحصاء كمية المخالفات المرورية الجسيمة والقاتلة التي يرتكبها كثيرون من أدعياء الصوم بسبب هذا السبب السخيف والتافه والذي لا يصدقه عاقل والمتمثل بمحاولتهم الوصول في الوقت المحدد لسفرة الإفطار لوجدوا ان عدد المخالفات في شهر رمضان وحده يفوق عدد المخالفات في بقية اشهر السنة، وليحاول اي شخص مراقبة الشوارع في نصف الساعة المجنون والخطير قبل الافطار ليتأكد بنفسه من ذلك، شرط ان يقف للمراقبة بعيدا عن الطريق وذلك للخطورة الكبيرة التي سيواجهها من ادعياء الصوم لو كان معهم في الوقت نفسه على الطريق.
قد يعتقد كثيرون أني ابالغ كثيرا واتجنى كثيرا لكتابتي السنوية عن نصف الساعة تلك، ولكن ما قيمة اعتقاداتهم او ما قيمة تصديقهم المتأخر لتحذيراتي وتأييدهم لها، بعد ان يفقد بريء ما حياته او يعاق فقط لأن حظه التعيس اوجده في نفس الوقت لأي سبب ضروري من الأسباب في الطريق مع هؤلاء القتلة والمجرمين المتهورين الذين يقودون مركباتهم بجنون عظيم ما بعده جنون في اخطر نصف ساعة بالعالم.
ما أخس أن يقوم شخص تافه وسخيف باستخدام ركن اساسي من اركان الدين ليسبب بتهوره مآسي للأبرياء، وهل سيختفي او سيطير او سينتهي الأكل في الكويت لو تأخر فقط ـ ربع ساعة ـ هؤلاء القتلة الذين يتحججون بالصيام عن موعد وصولهم لسفرة البلع عوضا عن ان يصبحوا وبتعمد سببا في قتل او تعاسة او اعاقة او حزن الآخرين.
[email protected]