في أوروبا يعيش حوالي 25 مليون مسلم من مختلف الطوائف والملل والأعراق الإسلامية، لا تريد أغلبيتهم الساحقة التعايش أو الاندماج حتى مع الحد الأدنى من النمط العام للحياة في البلدان الأوروبية التي يعيشون فيها، مفضلين العيش في غيتوهات مغلقة عليهم وبداخل تلك الغيتوهات توجد غيتوهات «مصغرة» ينغلق بها عرق معين ما أو ملّة أو طائفة معينة من المسلمين على أنفسهم للعيش مع بعضهم فقط وعدم الاختلاط بالآخرين إلا في أضيق الحدود!
وفي أوروبا يعيش كثير من المسلمين الصالحين والمحترمين والمعتدلين والمسالمين لكن أصواتهم ضائعة نهائيا وسط ضوضاء وغوغاء المتعصبين والمتطرفين وغير العقلاء من مسلمي أوروبا الذين وصلت بهم الغوغائية الى الجهر بكل ما يدفع المجتمعات الأوروبية للخوف من الإسلام وعدم الاطمئنان والشك الدائم بمواطنيهم المسلمين، وليس هناك وصف، الا الوقاحة، لطلب هؤلاء المتطرفين من ملكة بريطانيا اعتناق الإسلام، وهي رئيسة الكنيسة البريطانية، اضافة الى دعوتهم الدائمة اللامنطقية الى ما يسميه هؤلاء المتطرفون بـ «أسلمة» أوروبا – المسيحية الديانة – شعوبا وبلادا منذ «القدم»، فقط لأن قوانين أوروبا منحت هؤلاء المتطرفين والمتعصبين اللامسؤولين حرية الكلام، وعلمتهم كيف يكونون وبصورة حقيقية أحرارا في دنياهم. لهذا لا تستغربوا وتتعجبوا من تصويت أغلبية سكان سويسرا تلك الدولة المحايدة وشعبها المسالم مع اختيار منع بناء المآذن وليس بناء المساجد في بلادهم، لأن المشكلة ليست بالمآذن التي لها رب يحميها، بل إن المشكلة والطامة الكبرى بالسلوك اللامسؤول لكثير من مسلمي أوروبا، وبالذات جمعياتهم ومنظماتهم الإسلامية التي نسي وترك القائمون والمسيطرون عليها ومنذ زمن طويل الهدف الرئيسي من إنشاء تلك الجمعيات والمنظمات وهو العمل الدائم لتعريف سكان أوروبا الأصليين بالإسلام لكسب ثقتهم وليشعروا بالاطمئنان والسكينة من مواطنيهم المسلمين وتفرغوا بدلا عن ذلك لترويج وتسويق مذاهب وأفكار معينة، والأهداف الخفية لمن يدعم تلك المنظمات والجمعيات ماليا ولوجستيا وبالتالي «استفادة» هؤلاء القائمين والمسيطرين عليها، وحدهم،ماديا ومعنويا من الداعمين على حساب مكانة وسمعة الإسلام والمسلمين في أوروبا!
وقبل أن يهيج المسلمون ثم يهدأوا ثم ينسوا كعادة ردود أفعالهم في كل مرة، فأنا أتساءل هل الدول الإسلامية تعطي غير المسلمين من مواطنيها أو من المقيمين بها حقوقهم كاملة في العبادة أو بناء دور العبادة؟ وقبل ذلك هل تعطي الدولة الإسلامية الحقوق كاملة لمواطنيها المسلمين إن كان مذهبهم يخالف المذهب السائد في الدول الإسلامية؟
أجيبوا عن ذلك بصراحة ثم هيجوا واحتجوا كما شئتم ثم اهدأوا ثم انسوا كالعادة!
[email protected]