كإنسان مسالم ومتسامح ومحب لكل الناس الطيبين أفرح لأفراحهم وأحزن لأحزانهم أتمنى أن أعيش اللحظة التي ينتهي فيها المتعصبون ويختفي فيها المتطرفون من هذه الحياة، وإن كان ذلك صعبا جدا ومن المستحيلات، لهذا فإني أتوقع وكالعادة أن يظهر وللأسف بيننا من سيدعوننا لعدم مشاركة اخوتي المسيحيين في عيد الميلاد المجيد لسيدنا المسيح عليه السلام، ولكني ومعي أغلبية الشعب الكويتي سنتجاهل دعوة كل متطرف للكراهية وسنهنئ أنفسنا قبل أن نهنئ اخواننا المسيحيين بعيد الميلاد، تماما كما يفعلون هم تجاهنا في أعيادنا.
صدقوني لا يوجد أي دين أو معتقد أو مذهب في هذه الحياة يمنع السلام والحب بين البشر أو يدعو لعدم تهنئة بعضهم البعض بالمناسبات الدينية والدنيوية، وكيف لأي شخص ألا يشارك جيرانه أو زملاءه في العمل لسنوات في أعيادهم فقط لأنه متعصب وكاره لنفسه قبل الآخرين فدعا دون حياء لذلك؟ وكيف تريد مني كشخص ولد مسلما أن أبين للآخرين الرحمة والحب والسلام الذي يدعو له الإسلام، وفي الوقت نفسه يخرج شخص آخر يدعّي التدين ليطالب بكره الآخرين وإيذائهم ويدعو عليهم ليل نهار بأخس الدعوات.
إن الحياة أوجدت للجميع، والكل له الحق في العيش بسلام وبحب وبطمأنينة وبأمان ولتحقيق ذلك يجب وقبل كل شيء نبذ المتطرفين والمتعصبين في كل مكان وتجاهل دعواتهم ببث الفرقة والفتن والكراهية مثل الدعوة التي تمنع تهنئة الآخرين بأعيادهم، ولهذا علينا ان نردد جميعا هذه الأيام «عيد ميلاد مجيد» أو merry christmas للاخوة المسيحيين.
[email protected]