أمرنا الهدي الرباني بالعمل على إصلاح حال المتخاصمين، ودور العقلاء للتدخل لإصلاح أحوال الأفراد أو الجماعات حكاما ومحكومين، فلابد أن يكون العقل والحكمة منهاجا للعلاج والتواصل مع المواقف، كما قال ذلك السابقون من الأجيال «ما لها إلا رجالها!» لحسم تداعيات أزمة الشارع الأردني شعبيا وحكومة طفح الكيل بينهما وانحبست أنفاس الناس داخل هذه المملكة النموذج للحكمة وكذلك للاحتكام!
ما بين أوساط وبلدان تلهبها نيران الفتن والعداوات ثمرتها التفكك والتدخلات الخارجية! ويعبث بأحوالها الغوغاء من بذور الشيطان الرجيم، وتضيع كل الأوساط والتركيبات الأساسية فيها ما بين غالب ومغلوب للتدخلات الفضولية من غير أهلها لاسمح الله تعالى بذلك للمملكة الهاشمية الرزينة وتدخلت الحكمة بين الطرفين رغم التشاحن ما بينهما! تتوجت بالدعوة الكريمة الحكيمة من المملكة العربية السعودية كعادتها الشقيقة الأكبر لدول منطقتها، بوجود حكماء الدول الشقيقة في الكويت والإمارات والبحرين وأرض الكنانة للتواجد بأطهر البقاع (مكة المكرمة)، وخلال رمضان أفضل الشهور عند الله سبحانه، وبالذات في العشر الأواخر منه فهو شهر الرحمات، يحفه بإذن الله الأمن والأمان لإصلاح عاصمة تلك الدولة الغالية عمان، وتهدأ الأمور على يد أهل الرأي من كل الأطراف! وتمتد أيدي المعونات لها هي أساس اشتعالها بوطن محدود الإمكانيات والثروات الطبيعية ومركز احتواء لاجئي دول جواره الأربع الرئيسية حوله، وكل أطراف النزاعات كبيرها وصغيرها في النهاية تقصد مملكة الهاشميين؟! للاستقرار فيها لانتظار توقف بلاويها كما اختارتها تركيبات ربيع لا يحمل معناه بل خريف لا نهاية وراه تشتت شعوبها وتراكمت عيوبها، وتزايدت مصائبها ولم تلتق فيها للأمان سوى تلك المملكة الآمنة الوادعة، فكيف إذا لم تصلح أحوالها بحكامها ومحكوميها المطالبين بالرفق بهم وتوفير العيش الآمن لهم داخل وطنهم وزواره المكلومين!
هذا ما تنتظره عيون وقلوب وأذان كل الوطن العربي ونشرات أخبار عمان الأردنية إن شاء الله خلال الأيام القليلة القادمة.
دعواتكم يا أمة السلام لهم وأرض المسلمين وأخوتهم بالدين والكتاب العظيم.
محمد عبدالحميد الجاسم الصقر- من الأردن الصامد