بسم الله الرحمن الرحيم: (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا وعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) صدق الله العظيم - (الحج: ١7).
بعد ذلك الزخم الإيماني لما قبل وأثناء وما بعد هذا الشهر العظيم للخالق العظيم، حدد ثوابه وبركته وعقابه، يجزي الله سبحانه وتعالى كلا منا حسب أداء وعطاء وإخلاص النوايا البشرية والتسابق لمعاني وأساس هذه الشعيرة، التي هي ركن عظيم من أركان إسلامنا الغالي وكل ما يعنيه اسما وصفات للمؤمن الصادق لربه ونفسه ووالديه أحياء وأمواتا، طاعة لخالقه وحقوقهم عليك طوال حياتك وأولادك وولاة الأمر بقلب وطنك ونقاوة ضميرك الصافي نحو كل ذلك، مهما كانت رتبتك وموقعك ومنصبك الرسمي أو الاجتماعي والمادي.
فهاجس رمضان العظيم دستور وثروة لنا أجمعين، ولاء وانتماء لنسيج النفس ومن حولك وللوطن الغالي! فلا ظلم، ولا هضم لحقوق، ولا تعالي على أحد، فالخالق هو الأعلى، والمعلم الأول هو النبي الحليم قدوة للأولين والآخرين، والكلمة السامية الموسمية الرمضانية كل عام هي مشاعر واحترام تستحق الالتزام قولا وعملا لهذا الوطن الغالي طوال المواسم والأعوام، ولكل زمان دولة ورجال كما يقال لا يعني شريحة دون أخرى، لكنها شعار لا بد من تجديده وتحديده، وتطبيقه (ابدأ بنفسك) أينما كنت وكيفما تكون، فالمناصب لا تدوم، والسلطة ليست تسلط؟! والأمانة تختلف كثيرا عن الخيانة، لا سمح الله، وتلويث الضمير شر مستطير لا بد لنا من الانتباه للنجاح والفلاح بتطبيق توصيات شهرنا الكريم رمضان، ولا يقتصر على مظاهر خارج العنوان، وعبث وغرور وفوضى لا يرجى منها سوى الأحزان أهمها للشباب خير عنوان رجالهم وأخوات الرجال أهمها احترام قواعد وشروط الطريق السالك تلافيا لا سمح الله للمهالك، المتكررة كل عام! ومثلها التحزب والتحيز ودعوات الجاهلية العقيمة للتباهي بالواسطات والمناصب والتسليكات كما داهمت مجتمعنا لآخر السنوات تعبث بالمؤسسات التعليمية الصحية الخدمية وتطول بعض القانونية والقضائية، المؤسسة الأخطر في كل المجتمعات، ونبه لها من قبل قمة ورأس السلطات نبينا الكريم بأن المساس بحقوق الناس الشر الأكبر لفقدان الأمن والأمان.
أيها الأخوات والإخوان، ليكن شعار «ابدأ بنفسك» مفتاحا معك بكل مكان ينير دربك وللآخرين قمة للإيمان كما وصانا به رمضان، وفيكم الخير يا أمة الخير لنسيج أهل الكويت الصافي.. والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه بإخلاص ووفاء.
طالت أعماركم لإعمار دياركم، فالكويت وأهلكم بذمتكم اليوم ودوم بإذن الله تعالى.