محمد الخالدي
اصطفت مئات السيارات على أحد الشوارع الرئيسية في العاصمة البريطانية لندن قبل أيام في تظاهرة حاشدة احتجاجا على الارتفاع الجنوني لأسعار المحروقات والتي تبعها بالتأكيد ارتفاع شامل في جميع أسعار السلع الأخرى حتى بات المواطن يئن من وطأة الغلاء الفاحش.
في بريطانيا تنشر الصحف وتذيع الأخبار كل يوم مظاهر السلوك العنيف والإجرامي المتزايد بسبب غلاء المعيشة، خاصة صور سائقي السيارات وهم يقومون بتعبئة سياراتهم والهرب من المحطة قبل دفع الحساب.
لا شك في أن النفط أهم سلعة في الأسواق اليوم، وعليه تقوم اقتصاديات دول كثيرة وتتوقف عليه أيضا حياة البشر في كل أصقاع الأرض، فإذا نظرنا إلى وضعنا في الكويت نجد أننا بفضل من الله «بخير ونعمة» لوجود هذا الذهب الأسود والذي وصل إلى أسعار خيالية غير مسبوقة، ومع ذلك لا نفهم لماذا يعاني المواطن الكويتي كل هذه المعاناة من غلاء المعيشة ونحن ننتج النفط ونصدره بهذه الأسعار هل هناك نقص في الأموال مثلا أم أن المشكلة تكمن في حسن إدارة تلك الأموال، واضح من خلال ما نشر قبل أيام من أرقام حول ما تملكه الكويت من أموال أن المشكلة الحقيقية هي مشكلة إدارة لا غير.
الآن، إذا تساءلنا عن المسؤول عن إدارة هذه الأموال وتوفير فرص المعيشة الجيدة للمواطن بحسب نصوص الدستور فالجواب بكل تأكيد الحكومة، فهي بنص الدستور المسؤولة عن إدارة شؤون الدولة وتصريف أمور المواطنين وتوفير الحياة المرفهة التي يستحقونها من خيرات بلدهم، وبالتالي فأي خلل في هذه العملية ينسحب بالضرورة على الحكومة ولا يوجد أي مبرر أو عذر لها يعفيها من هذه المسؤولية وهذا الإخفاق.
المسألة بسيطة والمنطق واضح، والذي يريد أن يلقي باللوم ويلصق هذا الفشل بمجلس الأمة مخطئ بكل بساطة لأن مجلس الأمة دوره تشريعي ورقابي لا أكثر.
والذي يقول إن البرلمان هو الذي يعطل التنمية من خلال ما يسمى بـ «نواب التأزيم» فإنه يعترف ضمنا بفشل الحكومة، فكيف نفهم أن أحد النواب يمكن أن يمنع بناء المستشفيات أو جامعة أخرى أو بناء الطرق والتوسع العمراني؟ وكيف نفهم حرص نائب آخر على الدستور يمكن أن يكون حجر عثرة في طريق التنمية؟
لقد أنعم الله علينا بخير كثير فلا أقل من أن نشكر الله على هذه النعمة، وشكر النعمة يكون بحسن استغلالها وتوزيعها بصورة عادلة، وإلا فإن النعمة زوالة.
فاصل: تساؤل صغير إلى نواب الأمة وأعضاء الحكومة، لماذا جعلتم مناقشة الميزانية العامة للدولة سرية؟ هل هناك أسرار خطيرة لا تريدون للشعب أن يعرفها «والا خايفين من الحسد».