تعرض أخي العزيز عبدالله قبل أيام لهجمة شرسة بدأت بتداول قرار معالي وزير الأوقاف الذي نص في مادته الأولى على حذف حرف (د) من بداية اسمه، وكما أوضح مدير بيت الزكاة أن الطلب تم بناء على طلبه وإلى حين استكمال اعتماد شهادة الدكتوراه - أي طلب عبدالله نفسه - وتعرض بعدها لتطاول وتخوين واتهامات كبيرة من حسابات وهمية وبشكل ممنهج، قد لا أتفق مع أخي الغالي في بعض الآراء ووجهات النظر، إلا أنني أعترف له بسعة العلم، وطول البال، والحكمة، وعدم الاستعجال، والصدق، والظن الحسن بالآخرين، هذا بالإضافة إلى أدبه الذي يتعامل به مع الصغير والكبير، الغني والفقير.
عبدالله - حفظه الله - تبنى آراء ووجهات نظر وبشكل واضح وصريح في أيام الحراك الشعبي المزعوم، كما صرح بآراء واضحة وصريحة حول بعض الجماعات الإسلامية، والليبرالية، والاجتماعية، فهو وسطي يتقبل الجميع، ودائما ما يردد مقولة: إن الكويت تتسع للجميع وتحتضن الكل.
وهو الذي يقدره أبناء الكويت على اختلاف أطيافهم وانتماءاتهم لقناعتهم الواضحة بحرصه على وحدة الصف الوطني، وعدم انتمائه لأي تيار سياسي أو حزبي.
أخي عبدالله تعرض كما تعرض عدد كبير من الشخصيات العامة والوطنية للطعن والتسفيه والافتراء، وآخر هذه الحملات زوبعة الشهادات المزورة والتي لم تأت بجديد، بل وزارة التعليم العالي دأبت منذ سنوات على إحالة الشهادات المزورة للنيابة. فبعد الحملة على عدد من الرموز ومجموعة كبيرة من أبناء الكويت، كان دور أخي عبدالله.
أخي عبدالله الذي كان من أصغر المعتقلين الكويتيين سنا أثناء الغزو العراقي الغاشم، فقد كان في الثامنة عشرة من عمره وتنقل بين السجون العراقية حتى خرج ومن معه بعد أن فدوا أنفسهم بالأموال، ثم التحق بصفوف المقاومة، وبعد خروجه من الكويت التحق بالقوات الكويتية المرابطة بالمملكة العربية السعودية وشارك في حرب التحرير. واستحق على ذلك وسام التحرير من الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد (رحمة الله).
استكمل عبدالله دراسته الثانوية في المعهد الديني حتى تخرج منه عام 1996م بنسبة مرتفعة (%89) وكان ترتيبه السابع على الكويتيين، بعد أن ابتعد لسنوات عن مقاعد الدراسة، ثم التحق بكلية الشريعة وكان متميزا، وتخرج ضمن العشرة الأوائل على دفعته على الرغم من أنه كان في السلك العسكري، وكان متزوجا وله أولاد، حتى تخرج من الشريعة عام 2000م بمعدل عام (3.57).
ثم أكمل الماجستير في كلية الشريعة بالكويت حتى تخرج منها عام 2007م بمعدل عام (3.59). وحصل أبو عبدالرحمن على الدكتوراه في الشريعة الإسلامية من كلية دار العلوم بمصر تحت إشراف من المكتب الثقافي الكويتي بالقاهرة، وهي في طور الاعتماد.
أخي عبدالله الذي له العديد من المؤلفات العلمية، وكُرّم دوليا ومحليا لتميزه العلمي ولجهوده في خدمة الوسطية، هوجم بشراسة ليس بسبب شهادته التي ستُعتمد قريبا، بل لأن الأحزاب الدينية التي كان له موقف مضاد لأجندتها، تتبعت الزلات، ولأن وزارة الأوقاف لم توفق في قرارها، وطلب هو - أي عبدالله - تصحيح الخطأ، وهو ما سمح للخصوم - فكريا- أن يباشروا هجومهم بغية إسقاطه لدى أبناء الكويت حتى تسقط آراؤه المضادة لطموحاتهم في الحكم والسيادة.
أنا مع سيادة القانون وإحقاق الحق على الجميع حتى ان كان على أخي، خصوصا أولئك الذين زوّروا شهاداتهم وارتكبوا جريمة يُعاقب عليها القانون وترفضها الأخلاق والقيم البشرية. فخطر فعلهم كارثي، وان لم يتم ردعهم، فإن الانهيار حتمي ومحقق بالمستقبل. ما اعلمه يقينا ان عبدالله ظلم لمواقفه الوطنية، ولآرائه الفقهية.
لكن أن تكون الهجمة ممنهجة وموجهة لأغراض خطيرة، فأنا أعذر الخصوم، لكن ما لم أفهمه هو اندفاع الغوغاء والمهللين ممن يبحثون عن العنتريات باتجاهات تؤكد خطورة الواقع الكويتي، وكيف استطاعت حسابات وهمية من تشكيل رأي - وإن لم يكن عاما، لكن أصداءه مسموعة - وهو ما يحتم علينا أن نقرع جرس الإنذار أسريا وتربويا وحكوميا، ونقول بصوت واضح: إن وسائل التواصل الاجتماعي ستكون أداة بيد الأعداء، وإن الشعب يحتاج جهودا لترسيخ مفهوم المواطنة الرقمية، قبل فوات الأوان.
dralsharija@