إهانة الموظف العام من الأمور المرفوضة ويعاقب عليها القانون بالسجن والغرامة، ولا فرق في قضايا الاهانة بين رجل امن وموظف عام سواء في مرافق الدولة المختلفة او في مرفق وزارة الداخلية، للاسف البعض من الموظفين يأخذون هذا الحق ويعتبرونه نوعا من القوة غير المبررة، فنجد أوراقا مكتوبة في معظم المؤسسات الحكومية خاصة المستوصفات والمستشفيات، وهذه الورقة تنبه الى ان الاعتداء او اهانة الموظف تؤدي الى السجن والغرامة، وكأنهم يقولون اسكتوا وإلا فالسيف على رقابكم موجود في القانون، وكما سبق ان ذكرت فإن اهانة الموظف من الأمور المرفوضة ولكن التعسف في السلطة ايضا مرفوض، فماذا يمكن ان يصدر عن مواطن وهو يشاهد تجاوزا صارخا؟
هل يصمت وكأن الامر لا يعنيه؟
شخصيا انا لا اقبل ان يأخذ احد حقا لي ولا اقبل بأن أسكت اذا رأيت اعوجاجا واصمت من منطلق قانون الاهانة.
الكلمة الطيبة للاسف أصبحت وكأنها حمل ثقيل على الموظفين وفقط يعتبرون انهم سلطة على خلاف المفهوم الحقيقي وهو انهم في خدمة المراجع دون تعسف، وما يحز في النفس تعالي البعض على المواطنين دون وجه حق، فما بالك بالوافدين؟!
اما اذا تحدثنا عن رجال الشرطة فيجب ان نشير في البداية الى ان هناك شريحة كبيرة والنعم فيهم وبأخلاقهم، ولكن هذا لا يمنع وجود شريحة يتعاملون بفوقية وتعال مع الموطنين والمقيمين في معتقدهم ان لديهم سلطتين الاولى انهم رجال امن ولديهم سلطة تطبيق القانون والاخرى الاهانة، ليت الامر يقتصر على التعامل غير اللائق مع الرجال بل يصل الى النساء، فتجد الشرطي يتجول في الطرقات بحثا عن فريسة او ضحية عبارة عن فتاة او مركبة بها نساء ويبدأ في فرد عضلاته، فيطلب الهوية منهم ويسولف ونصف جسمه داخل سياراتهم وما خفي كان أعظم، واذا جاءه الرد الذي يتناسب مع وضعه يهدد ويلوح بالقانون بدءا من مخالفة مرورية في الغالب تكون كيدية وانتهاء بقضية اهانة وعلى المتضرر او المتضررة اللجوء الى القضاء لتبرئة نفسه او الى ادارة تحقيق المخالفات لإلغاء المخالفة الكيدية، والمحصلة لا شيء، ستدفع المخالفة الكيدية، انا على يقين بوجود الكثير من رجال الامن يراعون الله وضميرهم في اداء واجبهم وفي المقابل يوجد العكس، لا يجب ان تكابر الداخلية وتزعم بغير ذلك، بل يصل البعض الى القول ان اهانة رجال الامن من القضايا الواجب تغليظ العقوبات بها.
رجال الامن منهم الأسوياء ومنهم غير الأسوياء، والقضايا التي وقعت وتقع ويكون فيها رجال متهمون في قضايا مختلفة متعلقة بالرشوة وحتى ادخال مخدرات الى السجن وهي من القضايا التي أعلنت عنها الداخلية مؤخرا تدعونا الى مطالبة الداخلية بأن تجنب ذوات السمعة غير الحسنة العمل الميداني والتعامل مع الجمهور، وفي هذه الحالة لن نشاهد قضايا اهانة الا ما ندر، واكرر يجب استحداث مادة تدرس بكلية الشرطة لضباط والافراد وهي «كيفية التعامل مع الجمهور» لأن الأمن الداخلي والضباط والشرطة هم واجهة البلد.
[email protected]