المعرفة هي الإدراك والوعي وفهم الحقائق عن طريق العقل المجرد أو اكتساب المعلومة عن طريق فهم العقل للتجربة أو الخبر، أو من خلال التأمل في طبيعة الأشياء أو من خلال الإطلاع على تجارب الآخرين وقراءة استنتاجاتهم. كما انها مرتبطة بالبديهة والبحث لاكتشاف المجهول وتطوير الذات وتطوير التقنيات.
وتحتاج الدعوة الى أي فكرة الى أن ترتبط بثوابت هذه الفكرة وتوازن محدداتها مع ما يتوافق مع متطلبات العصر، وعلى ذلك فإن الدعوة الى الاسلام يجب أن ترتبط مع الأصل وهو ثوابت الدين وأن تتصل بالعصر وهو الواقع الذي نعيشه.. فالرسول عليه أفضل الصلاة والسلام كان في مكة في بداية دعوته يتواصل مع واقعه مع المشركين، وكان في المدينة يقاتلهم توافقا مع تغيير حال دولة الاسلام.. كذلك الصحابة والتابعون وغيرهم في كل بلد تجد في دعوتهم وفتواهم تغييرا وفقا لواقع العصر والبلاد.
فالمعرفة هي تسويق الدعوة من خلال فكر ناضج وعقل متمكن وطرح لشمولية هذا الدين بشكل مميز. فالاسلام حوى كل خير للبشرية، قال تعالى: «ما فرطنا في الكتاب من شيء» «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، فمن الحكمة أن تكون دعوة الدعاة اسلوبا يجسد محاسن الدين وفق ما يعيشه الناس واقعا في زمانهم ومكانهم.
ان ارتباط بعض الدعاة حول الأصول والثوابت أمر مهم لكن لا بد من انفتاحهم على ثقافة الآخرين وقيمهم وابراز دور الاسلام فيما هو خير من تلك القيم، وعدم اجبار المخاطب على الأخذ بالأصول منذ بداية دعوته.. فكثير من العلماء أفنى من عمره السنين حتى يتعلم الثوابت والاصول.
إن المعرفة هي الجسر الممتد بيننا وبين الآخر، فكلما كان هذا الجسر قويا مجددا بما يناسب حاجة الآخرين، اصبح العبور عليه سهلا والتواصل من خلاله ميسرا.
[email protected]