الفنان الكبير «الانسان» عبدالحسين عبدالرضا، رحمه الله، ترك وراءه إرثا فنيا عميقا وثريا، وآلافا من الأسئلة المثقلة للجيل الفني الناشئ الذي ربما سيكون جليا بين مطرقة الجمهور وسندان الحكم! هاهو يعود «شيخ الفن الكويتي» من العاصمة البريطانية (لندن) التي قال فيها في احدى مسرحياته المشهورة «باي باي» عاد جنازة شامخة على أكف المحبين بعد أن كان ملاذ الأنس في كل جسد يستشعر كل فكرة وابتسامة تفوح من نبله المؤصل.
نعم.. لقد أصبح قدر الكويت قاطبة أن تحتضنن ما تبقى من سرابه العبق «عرفانا وإكبارا وإجلالا» ليكون واقعا مرا على قلوب كل الكويتيين الذين أحبوه لإنسانيته ووطنيته السمحة، علاوة على تاريخه الدرامي والمسرحي وإبداعه وتفانيه طوال السنين المنصرمة.
إن عطاء الكبار لا ينضب وان تمزقت الروح وصمت القلب! مادامت الذكرى تهز وجدان المتلقي الناضج، حتى رأيناها تنعكس ايجابا في كل بيت كويتي وخليجي وعربي! ومن العجائب المثيرة (للفقيد) أنه استطاع واثقا من رسم الابتسامة المدروسة على ملامح هذه البسيطة طوال 50 عاما! واستطاع أيضا أن يبكيها خلال 50 ثانية!
ما هذا.. ما هذا؟!..
أباعدنان، ماذا فعلت كي تجتمع على حبك كل المذاهب والطوائف والأعراق؟!
أبا عدنان، ماذا صنعت كي تتلقفك القلوب حزنا وألما قبل الأعين والألسن؟!
أباعدنان، ماذا غرست في هذه البقاع ليفوح اسمك أكاليل وريحانا؟! ماذا يحدث والكل أصبح يتقهقر ويتلهف ويعتصر ويطرق؟!
إنه الحب الخالص: الحب الذي لا يعرف التبعية والمذهبية! الحب الذي لا يعرف الا الكويت وأهل الكويت، الحب الذي حملته صادقا وطبقته على أرض الواقع دون تكلف أو تملل أو تزييف أو انتقاء! وصدق من قال: أنت لست للكويتيين فحسب! أنت لكل العالم، فنجوميتك عانقت السحاب واعتصرت مطرا سحا نقيا.
أنت صوت الضمير لكل فنان حمل على عاتقه رسالة الفن الهادف ذي الحس الوطني النظيف.
همسة: تعلموا يا أهل الفن من فقيدكم وفقيدنا! بالأمس رحل الرواد: النفيسي والغضبان والصالح والمفيدي، وغيرهم.. واليوم يترجل صاحبكم وصاحبهم! احترموا الفن ورسالة الفن ووطن الفن وتاريخ الفن ورموز الفن.
أبا عدنان..
نم بسلام.. نم بسلام..
وللآلام والآمال بقية.
m_alenezikw@