إذا تلوثت فعلى صحتنا السلام، هذه هي البيئة المحيطة بنا حيث يعتبر الهواء أساسيا لجميع الكائنات الحية على سطح الكرة الأرضية.. تلك البيئة التي إن عاشت بنقاء تنفسنا بنقاء، وإن تلوثت اختنقنا، ومع ذلك فنحن لا نلتفت اليها بشكل جدي، كونها تؤذي وهي ساكتة، أي من المضرات الصامتة، مثلها مثل الضغط على الجسد حيث يسمونه القاتل الصامت.
«وزاد في الطمبوري نغما»، أن هناك من ينتج النفايات باختلاف أنواعها والمتمثلة في مخلفات المصانع وتشمل المنشآت الصناعية المختلفة مثل محطات توليد الطاقة الكهربائية، ومنشآت صناعة النفط والغاز الطبيعي، ومصانع الاسمنت والسماد والأصباغ والمعادن ومدافن النفايات العضوية وغير العضوية، ومحارق النفايات وخاصة النفايات الطبية والنفايات الخطرة، ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي، وأعمال الهدم والبناء وغيرها. فعلى سبيل المثال لا الحصر، تؤدي هذه الصناعات الى انتشار العديد من الغازات السامة والمضرة، وهذا من أخطر أنواع التلوث، لأن الواقع يقول انه لابد من استمرار العملية الإنتاجية، وبالتالي فلابد من استمرار انتاج النفايات. ولكن السؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح هنا: «أليس من حل لهذه المشكلة»؟
أثبتت المعطيات العلمية والإدارية في عصرنا الحديث، ان هناك الكثير من الحلول، ولكن هناك القليل من الإقدام عليها.. فمشكلة انتاج النفايات يمكن السيطرة عليها بإعادة انتاجها أو تدويرها من جديد، وللدفع بهذا الاتجاه لابد من فرض ضرائب على هذه المنشآت، بحيث يتم احتساب الرسوم بناء على معدل إنتاج المنشأة من النفايات (لكل طن متري) سنويا حسب نوع النشاط وحجم المنشأة، ويهدف هذا النظام إلى تقليل نسبة إنتاج النفايات وهو ما يدفع بالتالي المنشأة الى إعادة التدوير أو إعادة الاستخدام أو التقليل بحيث يتم تشجيع المنشآت المختلفة على تبني سياسات صديقة للبيئة فيما يتعلق بإنتاج المخلفات. وفي الإمارات العربية المتحدة، وفي دبي تحديدا ثمة خطوات تتخذ بهذا الشأن، وقد نشرت الإمارة معلومات مهمة عن هذا الأمر، حيث يتم ضمان تطبيق المعايير البيئية والسلامة المهنية في القطاع الصناعي من خلال برنامج مكثف للتفتيش البيئي من أجل رقابة وضبط النفايات والإطلاقات الصناعية المختلفة، وتطبيق إجراءات الصحة والسلامة المهنية ومراقبة المواد الخطرة، والتحكم في إنتاج النفايات ورقابة التخلص منها، وذلك طبقا لأنظمة حماية البيئة. وأنشئ قسم خاص بهذا الجانب، يقوم بإصدار اللوائح المنظمة والإرشادات الفنية وأدلة الممارسة الخاصة بالبيئة وكل ما يلزم لتنفيذ دراسات التأثير البيئي وتدقيق النفايات وتقدير المخاطر المهنية.ويقوم القسم برصد ورقابة تولد ونقل النفايات والتخلص السليم من الخطرة والطبية منها عن طريق نظام شامل للتصريح والرقابة، حيث يتم تحديد إجراءات التخلص والنقل والمعلومات والاختبارات المطلوبة وفقا لسياسة قبول النفايات المعتمدة. المفارقة أن الكويت فازت في العام الماضي بجائزة مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمخصصة لمشروع تدوير النفايات الإنشائية، وهو بحث تقدم به عن طريق البلدية م.ناصر الشايجي، ولكن لا نعرف إلى أين وصل هذا الموضوع على أرض الواقع؟!
العالم ينفق اليوم نحو 150 مليار دولار سنويا للتخلص من النفايات الصلبة، 120 مليارا منها تخص الدول الصناعية. وهناك ثلاثة مشاريع لتدوير النفايات موضوعة بين أيدي المعنيين.. فماذا ننتظر؟
[email protected]