ردود افعال متباينة انتابت الأوساط السياسية المصرية والاجتماعية بعد اعلان ناشطين مسيحيين عن تأسيس جماعة الاخوان المسيحيين، وأثار ذلك الاعلان عددا من التساؤلات اهمها حول طبيعة دور هذه الجماعة وهل سيقتصر على الخدمات الاجتماعية والاهلية للاقباط؟ ام انها ستلعب دورا سياسيا في مواجهة جماعة الاخوان المسلمين والتي تأسست قبل 84 عاما وتستأثر بالساحة السياسية الآن من النقابات المهنية، للمجالس المحلية مرورا بمجلس الشعب والحكومة وصولا لمنصب الرئيس وقريبا نائبة او نوابه؟
المعارضون لفكرة انشاء وتأسيس الجماعة يؤكدون ـ بكلمة حق اريد بها باطل ـ ان تأسيس الجماعات والاحزاب والتيارات والكتل السياسية على اساس ديني امر شديد الخطورة على لحمة وتماسك المجتمع ويخالف الدستور، الا انهم تناسوا، لضعف ذاكرتهم، ان السواد الاعظم من الجماعات والاحزاب والتيارات السياسية التي يسود بعضها الساحة السياسية المصرية قائمة على اساس ديني وطائفي، فلا احد ينكر المرجعية الدينية الاسلامية لجماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة الاخواني وحزب النور السلفي، وحزب الوسط المنشق عن الاخوان، وحزب الفضيلة وحزب الاصلاح وحزب الاصلاح والنهضة وحزب النهضة.
لا اعتقد ان المخاوف التي يثيرها البعض ويبديها تصريحا او تلميحا، بهدوء او بحده، موضوعية ولا دستورية وتتنافى مع قيم ومبادئ المواطنة، ولا اعرف لماذا ننكر على المواطن المصري المسيحي نفس الحق الذي منحته الدولة للمواطن المصري المسلم؟
من زرع الطائفية والعرقية لا يحصد الا الفرقة، ومن يؤصل للتمييز لا يجنى الا الخراب ودول الكانتونات المتناحرة والمجتمعات المتشرذمة ارض خصبة للتقسيم وضياع السيادة، انتبهوا ايها السادة جماعة الاخوان المسيحيين هي اول الغيث وسيتبعها كانتونات جغرافية اخرى مثل اخوان بحري وإخوان قبلي وإخوان سيناء والبقية تأتي.
الحفاظ على تماسك المجتمع وسلامة اراضي الدولة مسؤولية رئيس الجمهورية، ولذلك على د.مرسي ـ ان اراد حماية مصر من مخططات التقسيم ـ ان يزيل كل اشكال التمييز ضد اي مواطن بتفعيل المبادئ الدستورية والتي تمنع تأسيس الاحزاب او الجماعات والتيارات السياسية على اساس ديني، وأن يصدر قرارا بحل جماعة الاخوان المسلمين والتي تفتقر للشرعية او على الاقل ان تعدل من وضعها القانوني بحيث تكون ذات اساس اجتماعي وتكافلي وكذلك كل الاحزاب التي تأسست بعد الثورة على اساس ديني، كما يجب الا يغفل الدستور الجديد مواطنة كاملة غير منقوصة لاخواننا المسيحيين وأهمها حق الترشح لرئاسة الجمهورية ورفع الحظر عنهم في تولي الوزارات السيادية مثل الداخلية والدفاع.
***
تصريح الجبهة السلفية بعدم جواز حضور جنازة اللواء عمر سليمان او الصلاة عليه وجواز الفرح في موته اقل ما يوصف به انه تصريح مقزز ومنفر وبعيد عن سماحة تعاليم الاسلام، والتي تحرم الشماتة في الموت، ونشر لثقافة التكفير في المجتمع.
٭ خلاصة الكلام
ولأبي الاسود قصيدة جميلة منها:
فاترك محاورة السفيه فانها
ندم وغب بعد ذاك وخيم
واذا جريت مع السفيه كما جرى
فكلاكما في جريه مذموم
واذا عتبت على السفيه ولمته
في مثل ما تأتي فأنت ظلوم
لا تنه عن خلق وتأتي مثله
عار عليك اذا فعلت عظيم[email protected]
@osamadeyab