حالة الصراع السياسي التي تعيشها مصر ليست نتاج تنوع حزبي ولا فكري ولكنها صراع مصالح وأجندات، صراع على تقسيم الحصص والغنائم. منذ قيام الثورة وإلى الآن فشلت النخب المصرية في الاتفاق على هوية للدولة الجديدة، هل هي دولة مدنية تعلي قيم المواطنة وتعزز الديموقراطية والحريات أم أنها دولة دينية، وتختلف تيارات الإسلام السياسي نفسها على تحديد هويتها وأولوياتها.
الصراع الأيديولوجي بين تيارات الإسلام السياسي مع بعضها من جهة وبين التيارات المدنية من جهة أخرى ألقى بظلاله على الساحة السياسية وتداعت هذه التيارات على مصر كما تتداعى الأكلة على قصعتها وانشغلوا بسباق الهيمنة والريادة واستعراض العضلات عن التنمية وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطن المصري وعلى رأسها الأمن والأمان. أشفق كثيرا على د.محمد مرسي، فالرجل يتمزق ما بين كونه رئيسا لمصر وقائدا أعلى لجيشها وبين عضويته في جماعة الإخوان المسلمين وتسلسلها القيادي بمرشدها ونائبه ومجلس شوراها ومبادئ السمع والطاعة التي عايشها طيلة فترة انتمائه للجماعة.
ينتقد الكثيرون حب الرئيس وولعه بالميكروفونات واقتناصه كل فرصة للخطابة ويرون أن كثرة ظهوره الإعلامي ستحرقه سياسيا ولكنني أرى أنها محاولة لاشعورية للتأكيد أولا لنفسه ثم لباقي الشعب أنه الرئيس، على طريقة فيلم «شيء من الخوف» «والنبي أنا عتريس».
خلاصة الكلام:
الفرصة مازالت مواتية للدكتور مرسي أن يكون رئيسا لكل المصريين بأيديولوجية عينها وذروة سنامها صالح مصر بمسلميها وأقباطها لا صالح الجماعة وأن يتحرر من كل قيود اتخاذ القرار، لا نشك بصراحة في قدرات الرئيس ولكن نريد أن نراها وأشك في ذلك.
osamadeyab@
[email protected]