إلى أين تذهب سيناء؟ وما الذي يدور في كواليسها؟ وما حقيقة ما يحاك من مؤامرات بليل ضدها؟وما سر عجز الحكومة عن التعامل مع الأنفاق مع قطاع غزة بعد أن تم فتح المعبر البديل النظامي لها وبصورة دائمة؟ وما حقيقة منح 50 ألف فلسطيني الجنسية المصرية في فترة ما بعد سقوط مبارك؟ وماذا عن مشروعات التمكين الاقتصادي لقطاع غزة عبر إنشاء منطقة تجارة حرة في رفح؟ ولماذا فشلت العملية «نسر» التي شنها جيش مصر بكامل قوته وعتاده على الجيوب الإرهابية في سيناء؟ وما علاقة عودة الإرهاب في سيناء بالعفو الرئاسي عن المدانين من أنصار الجماعات الجهادية والذين قتلوا الأبرياء من المصريين والأجانب؟ ولماذا لم ترد الحكومة على تصريحات قيادات حماس التي كشفوا فيها عن نوايا إنشاء وطن بديل لهم في سيناء؟ هل يعيد التاريخ نفسه وأننا أمام وعد بلفور جديد يوفر وطنا بديلا للفلسطينيين في سيناء؟ ومن بلفور الجديد؟ وما تفاصيل وعده؟ وما المقابل؟
أسئلة أوجهها أولا إلى د. محمد مرسي، وأتمنى أن يكشف حقيقة السيناريوهات التي تحاك ضد سيناء؟ وثانيا إلى كل أبناء وطني كدعوة للتفكير وناقوس خطر وصرخة استغاثة لإنقاذ سيناء قبل فوات الأوان.
عندما خطفت تيارات الإسلام السياسي الثورة وسيطرت على البرلمان والحكومة والرئاسة، قال البعض علينا أن نرضى بإفرازات الصندوق الانتخابي وما فعله بنا المتاجرون بالدين ومستخدمو المال السياسي، وصبروا أنفسهم بأنه ثمة جولة أخرى بعد 4 سنوات، إلا أن ما يحدث الآن تخطى مرحلة الصراع السياسي بايديولوجياته المختلفة إلى الخطر على مصر والمتاجرة بأراضيها. ألم يكف أهل سيناء ما عانوه طوال عقود من إهمال وتجاهل وتخوين؟ فعلى صعيد التنمية سيناء قاحلة لا زرع فيها ولا ماء، وعلى صعيد المرافق أهلها محرومون من الحد الأدنى من المعيشة الآدمية، وعلى المستوى الاجتماعي فلطالما رسخ النظام السابق فكرة تخوين شعبها الشريف المثابر. أين تنمية سيناء التي وعدت بها يا دكتور مرسي؟ أم أنها مجرد فنكوش من فناكيش مشروع النهضة؟ انتبهوا أيها السادة هناك مخطط متكامل الأركان لبيع سيناء وتقسيم مصر بمباركة التيارات الإسلامية.
حبذا لو أثبت د.محمد مرسي كذب هذه الافتراءات والادعاءات، من وجهة نظره طبعا، والتي يرددها كل غيور على مصر ومحب لها، بالقضاء على ظاهرة الأنفاق مع قطاع غزة كليا والدخول في مفاوضات مباشرة مع العدو الصهيوني لإعادة النظر في بنود معاهدة الذل والعار بما يمكن مصر من حماية حدودها وبسط سيطرتها على كامل أراضيها، بالإضافة إلى البدء في مشروعات تنموية عملاقة ودعم لمشروعات القطاع الخاص في سيناء وإعادة توطين المصريين بطول الشريط الحدودي.
خلاصة الكلام: د.مرسي ما زالت الفرصة أمامك لتكون رئيسا لمصر وليس ممثلا للجماعة في قصر الرئاسة، مازالت الفرصة مواتية لتثبت أنك واحد مننا.
[email protected]
osamadeyab@