ما بين تلميح وسائل إعلام مصرية حكومية وتصريح أخرى خاصة، تتعرض ثورة 25 يناير إلى حملة منظمة وممنهجة من التشويه باتهامات عديدة وغريبة وفي أحيان كثيرة شاذة، تارة بالعمالة والتمويل الخارجي وتارة أخرى بإنكار كونها ثورة من الأساس، إلا أن ما يدمي القلب هو تباري مقدمي البرامج في تجريح شبابها الشريف ووصمهم بالإدمان والبلطجة والإجرام في محاولات حثيثة لنشر وخلق حالة من الاستعداء المجتمعي في أوساط البسطاء ضدهم وتحميلهم مسؤولية حالة عدم الاستقرار التي أعقبت الثورة.
ما بين التشويه والتجريح نعيش فصلا مخزيا آخر من فصول الإعلام الموجه.
متى تبوح ثورة 25 يناير بأسرارها؟ متى تكشف عن حقيقة من خانوها ومن لعبوا ضدها ومن باعوها ومن سرقوها ومن ركبوا موجتها ومن يجهدون أنفسهم لتفريغها من محتواها؟
متى يعرف المواطن المصري ان ثورة 25 يناير كانت نقطة شرف مضيئة ولحظة فارقة في تاريخنا المعاصر شاء من شاء وأبى من أبى وشبابها الحر الأبي هو الذي أعاد للأمة كرامتها بعد 30 عاما من الصمت والذل والهوان وساعد المواطن المصري على اكتشاف لسانه بعد ان أثبت له بالدليل القطعي أنه عضو الكلام وليس زائدة دودية.
لم أكن أحد الذين انتخبوا المشير عبدالفتاح السيسي لاعتبارات كثيرة، بل قد لا أكون مبالغا إذ قلت إنني أحد الذين أحزنهم فوزه بالمقعد الرئاسي، وبالرغم من ان والدي رحمة الله عليه كان أحد أفراد المؤسسة العسكرية، إلا أنني كنت ولازلت أحد الذين يرفضون تدخل الجيش في السياسة وأحد الحالمين بدولة مدنية تعيد لمصر تنوعها وتناغم مختلف شرائحها، دولة الحرية والعدالة والمساواة، ولكن أما وقد أصبح السيسي رئيسا لمصر، لا أملك إلا أن أتمنى له النجاح في قيادة مصر بما ملكت وما أعطت وسنمنح الرجل فرصة من الهدوء ليعمل وليضع بصمته وينجز.
«أفلح إن صدق» عبارة وردت في ذهني عندما تابعت ما نشر من تفاصيل اجتماعات السيسي الأول بمجلس الوزراء وما حواه من محاور تصب في صالح الوطن والمواطن وأتمنى أن تتحقق هذه التوجيهات على أن يتابع تنفيذها بنفسه.
ولذلك على السيسي ان يتعلم من دروس الماضي وأن يعي أنه أصبح رئيسا لكل المصريين وأن قوة الوطن تكمن في تماسك شرائحه ومعدل نشر ثقافة التسامح فيه وأن ازدهاره يعتمد في المقام الأول على نسبة العمل والإنجاز، وأن الاستقرار لن يتحقق إلا بالمكاشفة والشفافية والوضوح فلقد صبرنا أعواما طويلة على الفساد ولا نمانع في الصبر على الإصلاح.
سنؤيد السيسي مادام على درب الإصلاح، وسنعاونه متى انحاز للفقراء، إلا أننا لن نهادن أو نستأنس أو نداهن ولكن سنتابع ونراقب نسبة الإنجاز ومؤشرات محاربة الفساد ولن نسكت على خطأ، فمصر لن تعود للوراء.
٭ خلاصة الكلام: كلمة في ودن الحكومة، مراقبة الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لن تحمي الدولة وملاحقة الشرفاء من النشطاء وسجنهم لن تحقق الاستقرار، ولكن ستخلق رأيا عاما مضادا في فترة نحتاج فيها إلى التلاحم الشعبي للعمل والبناء. الحرية لماهينور محمد.