مع انطلاقة بطولة كأس الأمم الأفريقية في أنغولا وتحديدا قبل المباراة الأولى للمنتخب المصري مع نظيره النيجيري، سألت أحد الزملاء عن توقعاته فقال بلهجة يعلوها التنظير وبروح المدرب البرازيلي زاجالو: عليكم أن تكونوا أكثر واقعية وتدركوا أننا لسنا الفريق الأفضل ولذلك ستخسر مصر.
نزلت كلماته علي كالصاعقة ولا أخفي عليكم أنني انتابني خوف شديد سرعان ما بدده فوز المنتخب المصري على نظيره النيجيري بثلاثة أهداف مقابل هدف.
ومن يومها حرصت على أن أسأل هذا الزميل عن توقعاته قبل كل مباراة ومع تكرار نفس الإجابة كان يزداد تفاؤلي بأننا سنفوز إلى أن جاءت مباراة نصف النهائي بين منتخبي مصر والجزائر الشقيقين، فكانت توقعاته أن يتكرر سيناريو «أم درمان» بفوز الجزائريين على اعتبار أنهم الفريق الذي تأهل لنهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا، ورغم أنه من أبناء أرض الكنانة أعلن مساندته للفريق الجزائري، فكانت النتيجة الثقيلة والفوز العريض بأربعة أهداف مقابل لاشيء لتعلن أن الفراعنة هم أسياد أفريقيا، وتكرر نفس السيناريو قبل مباراة غانا وتحقق الحلم التاريخي بفوز الفراعنة للمرة السابعة في تاريخهم والثالثة على التوالي بكأس أمم أفريقيا.
المهم أن الزميل دائما ما يصيب حدسه في نظرته للقاءات الرياضية الكبرى، لذا لا أعلم هل كان يبني توقعاته على واقع أم أنه فقط كان يريد إثارتي لعلمه بحبي الشديد لكرة القدم؟
تحية كبيرة من القلب للزميل أحمد الشحومي الذي شاركنا فرحة الفوز ونقل الفرحة على الهواء مباشرة من السيدة زينب إلى الشويخ ومن نجع حمادي إلى حولي ومن السويس المدينة الباسلة إلى السالمية ومن الإسكندرية إلى الفروانية. لقد حفر الشحومي لنفسه في قلوب المصريين مكانا خاصا سينعم به دائما.
وتحية من القلب كبيرة للكويت التي احتضنت أفراح المصريين بالفوز الكبير ببطولة أمم أفريقيا وبعد تخطيهم المنتخب الجزائري الشقيق، تحية لرجال الشرطة الذين حققوا المعادلة الصعبة حيث سمحوا بالاحتفالات وحافظوا على الأمن بصورة رائعة عكست قدرتهم المميزة.
وللحقيقة لم أعرف بلدا غنيا بتنوعه الثقافي والاجتماعي يقبل الآخر مثل الكويت، إلا أن أكثر ما يميزها من وجهة نظري هو أنك حين تتجول في شوارعها وضواحيها من العاصمة للجهراء ومن حولي لأم الهيمان لا تلحظ في عيون الناس أنك غريب عنهم.
من أعماق القلب أقول لكل كويتي، أفراحكم بأعياد الاستقلال والتحرير تمتد من كورنيش النيل وخاصة من أمام بيتنا في القناطر الخيرية إلى برج التحرير لتستقر في قلب كل مصري مقيم على أرض الكويت.
أتراحكم وجع نشعر به ونتفاعل معه وأفراحكم بهجة تسعد قلوبنا، فكل عام وأنتم بخير وأدام الله الأفراح على الكويت وشعبها تحت راية والد الجميع السياسي المحنك أمير الحكمة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.
وما أجمل ما قال الشاعر المصري محمود عثمان في حب الكويت:
- بلد توشح بالضياء كقبلة
- فكأنه البدر الجميل الشادي
- حل المساء على البلاد جميعها
- إلا الكويت الصبح فيها غاد
- أرأيت دارا في البسيطة صبحها
- متواصل متجدد متماد
- دار من الكرم الذي قد قدمت
- بقيت وأمست قبلة القصاد
[email protected]