الكثير من الناس يظن أن البراميل المتفجرة التي يلقي بها بشار الأسد ونظامه الفاشي على رؤوس الناس في سورية هي براميل عادية مملوءة بالمواد النفطية المعروفةتنفجر بسبب اشتعال هذه المواد البترولية.
وهذه الفكرة خطأ كبير في معرفة حقيقة هذا السلاح الذي يحلو للنظام الدموي استخدامه في كل أرجاء سورية.
والحقيقة لتلك البراميل المتفجرة تقول إنها قنبلة شديدة الانفجار على شكل قالب معدني طوله 2 متر مزود بمروحة دفع خلفية، وصاعق ميكانيكي على مقدمته، يصل وزن هذه القنبلة إلى 600 كلغم. تحمل في جوفها مواد شديدة الانفجار من مادة الـ «تي.أن.تي» بواقع 200 ـ 300 كلغم أي بما يوازي نصف وزن القنبلة بالإضافة إلى مواد كيماوية وغازات سامة محرمة دوليا.
يولد التفجير عن طريق اصطدام رأس القنبلة مع أي جسم يواجهها، ليندفع الصاعق الأمامي إلى الداخل ويعطي الشرارة التي تفجر مادة الـ «تي.ان.تي» يضاف إليها مواد نفطية مهمتها العمل على اندلاع حرائق على نطاق واسع، وتوضع معها أحيانا قصاصات معدنية لتكون على شكل شظايا تحدث أضرارا مادية وبشرية كبيرة، فتتنوع إصاباتها عند البشر بحسب ما تصيب منهم، فتولد الحروق وفقدان الأعضاء والتشوه الجسدي وحالات الاختناق، علاوة على ما تحدثه من صوت رهيب يرافق الانفجار.
لنتخيل كيف سيكون عليه الحال إذا كانت المنطقة المستهدفة بالقصف هي الأحياء السكنية التي يقطنها الآمنون من الصغار والكبار، والرجال والنساء وكبار السن.
هذه القنبلة في الأساس هي فكرة حربية روسية المنشأ تنفذ سياسة الأرض المحروقة بالحروب، فلا غرابة في استخدام نظام الأسد لها، فهو يتلقى كل أشكال المساندة والدعم منها السياسي والعسكري.
يهدف النظام السوري الدموي من استخدام هذا السلاح بهذه الطريقة وبهذا الحجم والكمية إلى أمرين: إما ضرب الثوار أنفسهم الذين لا يراهم على الأرض، وإما لضرب الحواضن الشعبية للثورة السورية لتكون أشبه بحالة العقاب الجماعي لكل المدن السورية الثائرة.
إن وصف هذه القنابل المحملة بالموت والدمار على أنها مجرد براميل متفجرة فيه إجحاف بحق الشعب السوري من جهة، وسكوت على جرائم هذا النظام الفاشي المجرم من جهة أخرى، وهذا الوصف المتواضع غير المطابق للواقع فيه مؤامرة من المجتمع الدولي والمنظمة الدولية على الشعب السوري وثورته، فالمجتمع الدولي يدير ظهره لعذابات الشعب السوري، ويرفض تحمل مسؤوليته القانونية والأخلاقية بوقف استخدام هكذا سلاح محرم دوليا، وهم ليسوا غافلين عنه.
هذه التسمية السطحية لهذا السلاح المحرم أعطت النظام الدموي الجرأة أكثر على استخدامه وكأنه يلقي على الشعب السوري هدايا العيد من طائراته المشؤومة.
وهذا في اعتقادي جزء من التضليل الإعلامي الذي انطلى على كل القنوات الإعلامية المرئية والمسموعة والمشاهدة منها.
فمن حق الشعب السوري علينا أن نقف إلى جانبه بفضح كل تلك الأباطيل، والكشف عن واقع المعاناة للشعب السوري، وبيان قدرة هذا الشعب وإصراره على إنجاز ثورته.
[email protected]