سعد فهد الحرمل
في كل مرة ينقطع فيها التيار الكهربائي في أي منطقة من مناطق الكويت يجد بعض الكتاب والأقلام المدفوعة الفرصة مواتية لمهاجمة ديوان المحاسبة والطنطنة على موضوع طوارئ كهرباء 2007 وذلك إرضاء لمن يمدهم بالمال والعتاد لأجل تلك الهجمة والتي باتت مكشوفة لجميع أهالي الكويت. وبما أن ديوان المحاسبة يترفع عن الرد على تلك المهاترات والأقلام المأجورة ولا يرد إلا على جهات حكومية، دفع ذلك بأحد الذين استمرأوا الكذب على الديوان ومهاجمته في كل فرصة تتهيأ له ومدفوعا من قبل من يسدد إيجار مكتبه بأن يختلق بعض القصص على الديوان وبحبكة درامية في محاولة منه للفت انتباهه، أي الديوان، أو الفوز برد على تلك الافتراءات ليفتح له مجالا جديدا للكتابة والتعليق عليه عدة أشهر قادمة بعد أن باتت اسطوانته مشروخة طوال الفترة الماضية وسئم الناس منها، وحاله هنا أشبه ما تكون بحال الشاعر بشار بن برد في نشأته عندما وجد أن الشاعر جرير بن عطية هو أشعر العرب فأخذ يهجوه بحثا عن الشهرة وليرتفع شأنه حين يرد عليه جرير إلا أن جريرا استصغر عمره ولم يرد عليه مما دفع ببشار في نهاية الأمر إلى القول: لو أن جريرا هجاني لكنت أشعر العرب. الأمر الخطير والذي يجهله الكثيرون أنه حيث تبحث وراء كل هجوم يشن على ديوان المحاسبة أو أي من الجهات الرقابية بشكل عام تجد أحد التجار أو المتنافسين على المشروع والذي تم استبعاده لعدم مطابقة عرضه للمواصفات أو الأسعار، مما يجعله يهاجم الديوان ويطالبه بإيقاف المشروع، كل ذلك من أجل ماذا.. هل المصلحة العامة؟ بالطبع لا ولكن للشوشرة على منافسه الذي فاز بالمشروع ونكاية به، والأمر سجال بينهم.
عودة لمشروع طوارئ كهرباء 2007 والجدل المثار حوله بالرغم من كونه مازال معروضا على النيابة العامة، ولكن للتنويه ولمن لا يعلم فإن رقابة ديوان المحاسبة وفقا لقانون إنشائه مالية قانونية والتأكد من سلامة الإجراءات، أما ما يتعلق بالجانب الفني فإنه يقع بالكامل على عاتق الجهة الطالبة، أي وزارة الكهرباء وهي المسؤولة عن التأكد من سلامة ذلك الجانب ومطابقته وفحصه قبل التسلم، بالإضافة إلى أن موافقة الديوان أتت مشروطة بما يتوافق مع الظروف الطارئة وفقا لتعليمات مجلس الوزراء الواردة في كتابه ودون الإخلال بالمواصفات والشروط بالإضافة إلى وجود موافقة مسبقة من قبل كل من وزارة المالية ولجنة المناقصات العامة وإدارة الفتوى والتشريع والهيئة العامة للبيئة بهذا الخصوص، وعليه فإن تلك الهجمة لا يعدو كونها سوى مهاترات من قبل بعض المتنافسين فيما بينهم أرادوا أن يزجوا بالديوان بينهم لهدف بعيد المدى ولكنه غير نبيل.
نسأل الله أن يرد كيدهم في نحورهم وان ينتبه الشعب الكويتي لذلك وألا ينجرف خلف بعض الأقلام ووسائل الإعلام الفاسدة في حملته لإسقاط أحد وأقوى حصون المال العام إن لم يكن آخرها.
همسة أخيرة نوجهها إلى وزير الكهرباء الصديق العزيز د.بدر الشريعان كونه من الدماء الجديدة والعقول الشابة التي تتقبل التطور والأفكار الجديدة على الأقل بالنسبة لمجتمعنا، ففي العام الماضي كتبت مقالا عن استخدام الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء ومزايا تلك الطريقة في توفيرها للمال العام خاصة أنها مطبقة في بلدان عربية تقل إمكاناتها عن الكويت كالمملكة المغربية على سبيل المثال، فهل يتسنى لك بحث إمكانية تطبيق ذلك عندنا بدلا من قيام الوزارة بعرض عداد الحمل الكهربائي واستجداء المواطنين للاستغناء عن استخدام بعض الأجهزة الكهربائية.
[email protected]