عادت المياه إلى مجاريها بين الكويت والفلبين وتمت إزالة الشوائب التي وترت العلاقة بين البلدين لأسباب مفتعلة وليس لها من وجود، ولكن تلاعبت الشياطين في رؤوس البعض هناك في الفلبين فصورت لهم الأمر على غير حقيقته واجترحت أسبابا وقصصا وهمية تسيء إلى الكويت، فجاءها الرد المناسب والذي تستحقه من الكويت، فاستيقظت من هول الرد وعادت تراجع حساباتها وتعيد قراءة ما لم يكتب.
تجمع الكويت والفلبين صفة الدولة المسالمة والتي تعيش في هدوء سياسي، والسياسة الخارجية لكلا البلدين متقاربة فهي سياسة هادئة وغير صاخبة وذات طموحات معقولة وتتناسب مع إمكاناتهما، وهذه صفات حميدة في الدول وفي سياستها الخارجية.
إن ما يجمع الكويت والفلبين هو أكثر مما يباعد بينهما، كما أن عملية التكامل او تبادل المنافع هي التي تحافظ على العلاقات كي تبقى قوية ووثيقة.
الكويت تساهم في تنمية الفلبين من خلال مشاريع استثمارية عديدة ومن خلال تقديم بعض المعونات في كثير من الأحوال ولسد بعض الاحتياجات الإنسانية، وكذلك فإن الفلبين تساهم في تنمية الكويت من خلال عمالتها الماهرة والكفاءات الفلبينية المتواجدة في كثير من أنشطة العمل الكويتية، والجالية الفلبينية في الكويت والتي تزيد على ربع مليون فرد هي من أقل الجاليات في إثارة المشاكل والأزمات، بل هي معروفة في سلميتها وهدوئها وحسن عشرتها ووفائها، وتلك صفات تجعل لها الأفضلية بين الجاليات الأخرى.
وعودة العلاقات إلى طبيعتها بين الكويت والفلبين لا شك أمر مفرح للبلدين وللشعبين، ومعالجة الكويت للأزمة التي نشبت كانت مثالية ودرسا في إدارة الأزمات تشكر عليه وزارة الخارجية الكويتية، وكذلك فإن تفهم وزارة الخارجية الفلبينية للأمر ولدواعي ما اتخذته وزارة الخارجية الكويتية من قرارات، أمر يقدر لها ويدل على حنكة سياسية وديبلوماسية راقية لا تكابر ولا تعاند.
يتبقى على الكويت واجب تطبيق ما تم الاتفاق عليه بين البلدين ومراقبة الالتزام به من قبل من يستعين بالعمالة الفلبينية في القطاعات كافة وحماية أفرادها من تعسف بعض أرباب الأعمال وأصحاب البيوت، من أجل المحافظة على سمعة الكويت الإنسانية التي يشوهها البعض ممن لا تعنيهم سمعة الكويت.
[email protected]