أقول لكل من يتطاول على اسم الكويت (وهو يحمل هويتها) ويتقوّل على اهل الكويت بكلام كذب، لا يقره أهل الكويت ولا يستسيغونه، بل تقشعر أبدانهم من سماعه: إن أهل الكويت أهل كرم ونخوة، ينطبق عليهم قول المتنبي «اذا أنت أكرمت الكريم ملكته».
أما ناكرو الجميل ممن ابتليت الكويت بهم فينطبق عليهم الشطر الثاني من نفس بيت الشعر «وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا».
نعم «التمرد» هو وصف لكل من ينكر فزعة الكريم وكرمه، فلله الحمد والمنّة الكويت وأهلها، لديهم احساس وشعور بأن رضا الله ومحبته قريبة منهم، والدليل كل هذه النعم التي لا نستطيع أن نحصيها يقول عز وجل: (وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ).
نعم ياربنا نقرّ ونشهد بأننا لن نقدر على عدّ واحصاء أنعمك علينا، نحمدك كثيراً ونستغفرك أكثر لأن بيننا من هو ظالم لنفسه ويكفر بنعمتك عليه وعلينا: اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا، نعم يا ربنا لقد أصابنا بلاء الغزو العراقي ولكن كانت رحمتك وعفوك أقوى وأكبر قال تعالى: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِير).
فمن عاش تلك الأيام أخذ درساً عملياً وعرف حكمة الله وقدرته وفضله على الكويت (حقاً انها آية فهل من مدكر) فمشاكل وقضايا الدول وإحتلالها والمعارك بين أهلها تستمر عشرات السنين أما ما أصابنا فلم يتعد السبعة شهور (ورقم سبعة عند الله له مدلول) وأما السكينة التي هبطت على شعب الكويت وتلاحمهم فتلك «آية أخرى» فلم يتحزبوا او يتشرذموا ولم يجد العدو بينهم خائناً واحداً (أما اليوم فهم كُثر).
وأما اتفاق الدولتين العظميين (اميركا وروسيا) وهما لم يتفقا مطلقاً على حرب عدا حرب تحرير الكويت ولمدة أيام وهذا كسر للناموس واستثناء للقاعدة (وهي آية أخرى) أما نعمة الجوار بيننا وبين المملكة العربية السعودية فتلك آية أخرى، فبها ومنها بدأ زحف التحرير، فللمملكة وأهلها صفات وشيم ونخوة لا تجدها فى كل الدنيا (تخيلوا لو لم تكن المملكة جارتنا فكيف يتم التحرير؟).
إن المملكة هي الدولة الوحيدة فى العالم التي تستطيع أن تستقبل ملايين البشر خلال ايام، تنُظم حركتهم وتؤويهم وتطعمهم وتسقيهم بكل رفاهية (بفضل الله) وما ذلك الا بخبرة مواسم الحج والعمرة طوال ايام السنة خبرة تنمو منذ آلاف السنين، وما حشود جيوش العالم الذين قاربوا المليون على أراضيها الا كشربة ماء، لم يشعروا بنقص او تقصير او خلل بالنظام، كما ان اتساع اراضي المملكة كانت نعمة اخرى فقد حفظت قيادتنا واحتضنت الكويتيين، واستوعبت جيوشا عدة وعتادا ومطارات.
لن ننسى فزعتكم يا أهل السعودية، ولن ننسى كلماتكم التي جبرت خواطرنا، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر قول خادم الحرمين الشريفين الملك فهد يرحمه الله: «إما تعود الكويت وإما تذهب السعودية مع الكويت» أو كما قال سمو الأمير عبدالمجيد أمير المدينة المنورة يرحمه الله: «سنقاتل لتحرر الكويت حتى آخر فرد سعودي».
لله درك يا مملكة العز والشرف، ولله دركم يا السعوديون، جيران الخير والسعد فعند الله أجركم وثوابكم في نصرة المظلوم سواء الكويتي أو غيره، لا ينكر فضلكم الا جاحد، ولا يتمرد على كرمكم الا لئيم، ولولا فضل الله ثم فزعتكم لنا لكان من تطاول عليكم الآن إما تحت الثرى أو يأكل (......).
عزاؤنا يا أشقاءنا أنكم تعرفون غلاكم عندنا وتشعرون بمحبتكم في قلوبنا، وتقدّرون ما نعانيه من الآثار الجانبية لحرية الرأي والديموقراطية، وسوء فهم البعض لها، عزاؤنا أنه اذا احب الله شعباً ابتلاهم، ليختبر صبرهم ويجزي الصابرين، وها نحن مبتلون بأقوال سفهائنا وصابرون عليهم لعل الله أن يأجرنا ويثوبنا واياكم، وكما يقول المثل الشعبى «لا يضر السحاب نبح الكلاب».
[email protected]