أمر محزن عندما يتوفى عمك أو خالك أو عمتك أو خالتك ولا يشملك قانون الخدمة المدنية بإجازة «العزاء» على اعتبار أن هؤلاء الأقارب ليسوا من الدرجة الأولى أو الثانية، فبالتالي لا تستحق تلك الإجازة! أمر غريب ذلك القانون، فبالله عليكم كيف يكون مزاج ذلك الشخص عندما يعلم بخبر وفاة من سبق ذكرهم ولا يكون متواجدا في المقبرة أو في واجب العزاء، أم يجب عليه أن يبكي في مكتبه فقط؟!
قد يتساهل البعض بإعفاء موظفيهم من الحضور إلى الدوام متجاوزين للقانون وأيضا لوجود الإنسانية في قلوبهم ومراعاة لمشاعرهم ويتحملون المسؤولية، لكن هناك الكثيرين ممن يطبقون القانون بحذافيره، فيتعللون بأن غيابك عن العمل سيخصم من راتبك، وقد تتعرض للمساءلة القانونية لغيابك من دون عذر!
فلكي تحضر واجب العزاء عليك أن تفعل التالي: إما أن تأخذ إجازة من رصيدك عن ذلك الغياب إن كان لديك رصيد، أو تكذب بادعائك المرض من أجل «إجازة مرضية»، أو تأتي للعمل صباحا وتذهب للعزاء في الفترة المسائية، أو تعطي الدوام «طاااف» واللي يبي يصير يصير، علما بأن هناك الكثير من الحالات ليس لديها رصيد كالمعلمين مثلا في المدارس، فيجب عليهم أن يأخذوا إجازة خاصة تخصم من راتبهم أو إجازة مرضية بالكذب طبعا!
ذلك القانون وحسبما ذكر لي قد تم إصداره في العام 1963 المادة رقم 44 وتشمل الحالات التي يحق لها إجازة عزاء بمرتب كامل، ومدتها لا تزيد على أربعة أيام، وتشمل فقط الأقارب من الدرجتين الأولى والثانية فقط، ولم يتم تعديله أو النظر فيه، فمازلنا على طمام المرحوم.
في الختام.. أتمنى أن يتبنى أحد أعضاء مجلس الامة مثل هذا الاقتراح ومناقشته تحت قبة عبدالله السالم، لأن المتضررين كثيرون، ونأمل كذلك من «مجلس الخدمة المدنية» مراجعة الكثير من القوانين واللوائح والتنظيمات والتي تحتاج إلى تعديل أو إلغاء.. من أجل صالح المواطن الكويتي، فهل سيأتي اليوم الذي سيكون فيه العم والخال والعمة والخالة ممن يشملهم قانون إجازة العزاء؟
[email protected]