بقلم: سعود السبيعي
تولى النائب علي الراشد رئاسة مجلس الأمة، وهو المجلس الذي لبى أعضاؤه مرسوم الصوت الواحد الذي أصدره صاحب السمو بعد أن حلت المحكمة الدستورية المجلس السابق، فقد جاءت رئاسة الراشد والمجلس الجديد بعد احتقان وفوضى سياسية اجتاحت البلاد لسنوات أنهكت السلطة التشريعية والتنفيذية، وأدخلت المجتمع الكويتي في مناكفات وخصومات لا طائل منها تعطلت بسببها التنمية، وتوقف الاقتصاد وتهاوت البورصة، وتراجعت الرياضة، وتوقفت الفنون والثقافة، الى حد أصبحت الكويت مكفهرة شاحبة لا زرع فيها ولا ضرع سوى الرواتب التي تصرفها الدولة بسخاء على مواطنيها دون إنجاز أو إبداع وابتكار، وقد أثار الوضع السياسي المزري في الكويت استياء دول الخليج شعبا وحكومة وأصبحوا ينظرون للكويت وشعبها نظرة الشقيق المشفق، فلم يعودوا يسمعون عنا سوى الأخبار السيئة، مظاهرة هنا ومسيرة هناك واقتحام برلمان وهجوم على قنوات فضائية والدخول عنوة على مبنى إدارة حكومية وراجت كلمات في الشارع مثل: ارحل ومرحبا بالربيع العربي، وهكذا سارت الأمور فلم يعد لدينا ما هو جميل، فديموقراطيتنا التي كنا نفاخر بها ونتبجح بتجربتها أصبحت عاراً وسبة علينا بسبب ممارساتنا الفجة لها واستهتارنا بحرية الرأي، فساءت سمعتنا السياسية خليجيا ودوليا بسبب قلة أرادت الاستحواذ على كل شيء ولونت البلاد بالسواد والحزن، فلم يكن أمام الرئيس الراشد سوى البدء بإعادة الصورة الجميلة للكويت الى الأذهان وإصلاح ما أفسده عطارو السياسة، فقرر بعد التوكل على الله ومباركة صاحب السمو وتأييد المجلس السفر الى دول الخليج كخطوة أولى لإيضاح ما غمض عليهم وإجلاء الستار عن حقيقة ما حصل، لاسيما أن استقرار الكويت مرتبط باستقرار الخليج، فسافر والوفد المرافق له من زملائه الاعضاء في المجلس الى الإمارات والبحرين والسعودية وقطر، واستقبل بحفاوة بالغة ولم تستغرق رحلته سوى يومين في كل بلد، ويعلم الكل أن رحلات العمل شاقة ومنهكة، فهي قصيرة ومليئة بجدول أعمال مزدحم من الصباح الى المساء دون كلل أو ملل، ولكن بعض السذج يعتقدون أن تلك الرحلات هي للترف والاسترخاء ومن عجائب الأمور أن أحد الشخصيات السياسية، وهو قطب برلماني سابق من الذين أشادوا بفكرة الراشد بالسفر لدول الخليج كان أول المستهجنين لهذه الزيارة، ويبدو أن سبب تغير موقفه هو علمه بنجاح تلك الزيارات أو أنه يعتقد واهما أن علي الراشد من الذين يقولون ما لا يفعلون، ولكن بوفيصل إذا قال فعل وإذا وعد أوفى، فكانت زيارته ناجحة بكل المقاييس، وقد أثنى على تلك الزيارة ملوك وأمراء دول الخليج، فقد مثل الراشد بلده خير تمثيل وأوضح الصورة الرائعة للشعب الكويتي وللمؤسسة البرلمانية وان المجتمع الكويتي أكبر من تلك الشائعات التي تروجها عنه أقلية باغية أخذها الغرور والطيش إلى غياهب الضياع، فالكويت ستنتقل إلى عصر الانجاز والتطوير والنماء، وسيكون النجاح حليف المجلس والحكومة، ولعل موقف المجلس من تأجيل الاستجوابات خير دليل على نهج جديد وأسلوب عمل بدأه المجلس عسى أن تكون الحكومة تقدر ذلك وتفي بما وعدت به، وقد أدار الراشد الأزمة السياسية التي كادت أن تؤثر على علاقة السلطتين بكل اقتدار وحنكة، فشكرا بوفيصل وشكرا لأعضاء المجلس.
[email protected]