تصريح القس تيري جونز الاب الروحي لكنيسة «دوف التبشيرية» الواقعة في ولاية فلوريدا الاميركية بأنه سيتولى تنظيم حملة يدعو فيها المسيحيين الى حرق القرآن في 11/9 المقبل الذي يصادف ذكرى الهجمات على نيويورك وواشنطن واعتباره دين الاسلام من نتاج الشيطان! وان المسلمين سيذهبون للجحيم! يؤكد لنا حقيقة ان هذا القس لا يتمتع بأي حس انساني او تسامح ديني يؤهله للقيام بمسؤولياته التبشيرية التي تتطلب روحا انسانية عالية واحتراما لمعتقدات الآخرين، كنت اتوقع من هذا القس ان يوجه طاقة كنيسته لمواجهة جرائم آلاف القساوسة الكاثوليك المتهمين بجرائم الاعتداء الجنسي على الاطفال الاميركيين في بلده او ان يقوم بمسيرات احتجاج تدعو الى عزل بابا الفاتيكان بندكتوس الذي كان يتستر على جرائم هؤلاء الشواذ من القساوسة عديمي الاحساس والمروءة، او ان يقوم بدعوة المسيحيين لحرق التوراة احتجاجا على معاداة اليهود للمسيح عليه السلام وصلبه والتسبب في معاناته حسب التاريخ المسيحي الذي يعتقد به هذا القس، ام ان معاناة المسيح على ايدي اليهود اهون من اعتداءات سبتمبر! القس تيري جونز يمكن تصنيفه على انه شديد التطرف وعلى شاكلة القس المتطرف الشهير بات روبرتسون صاحب شبكة البث المسيحية cbn حيث لا يفتأ يحرض المسيحيين ضد المسلمين من خلال شبكته ويتهمنا نحن المسلمين بأننا أسوأ من النازيين ويدعو المسيحيين الى الاعتقاد بنبوءة نهاية العالم بعد معركة «هرمجدون» الفاصلة بين اسرائيل والاميركيين من جهة والسوفييت والعرب الكفار ـ حسب زعمه ـ من جهة أخرى، الا ان نبوءته باءت بالبطلان حيث انهار الاتحاد السوفييتي ـ للأسف ـ قبل قيام المعركة!
ان مثيري الفتن والاحقاد بين بني البشر متواجدون حتى في ارقى دول العالم ديموقراطية وليس في بلاد المسلمين فقط كما يحاول الاعلام العالمي ايهامنا بذلك.