تطرق القرآن إلى تاريخ بني إسرائيل في آيات كثيرة وبين عنادهم وكثرة جدالهم لأنبيائهم وإيذائهم لهم فقد آذوا موسى عليه السلام وعصوه في مناسبات كثيرة كعبادتهم العجل بعد نجاتهم من فرعون واشتراطهم رؤية الله ورفضهم دخول القرية التي أمرهم بدخولها حتى عاقبهم الله بالتيه أربعين عاما، وتمادوا في عصيان أنبيائهم حتى اعتدوا عليهم فسجنوا ارمياء وقتلوا اشعياء ويحيى بن زكريا عليهما السلام، كما حاولوا قتل عيسى عليه السلام، وقالوا في أمه مريم قولا فاحشا، وناصبوا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم العداء مع علمهم بنبوته وحاولوا قتله وتحالفوا مع الكفار ضده مع أنهم أهل كتاب، ولذلك لا نستغرب كراهية المسلمين والمسيحيين لهم منذ قرون طويلة حتى صاروا منبوذين يقيمون في أحياء معزولة خاصة بهم في البلاد العربية والأوروبية. ولعل حبهم للفساد والإفساد في الأرض كان سببا في توعد الله تعالى لهم بالعقاب في الدنيا (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا) الإسراء (4 ـ 8).
عوقبوا بالأسر والاستعباد على يد بختنصر البابلي في العصر القديم، وعوقبوا في العصر الحديث من قبل زعيم الرايخ الثالث هتلر الذي نكل بهم فيما يعرف بالمحرقة أو الهولوكوست بعد تآمرهم على الدولة الألمانية، وما استيلاء عصاباتهم على أراضي فلسطين بقوة السلاح وطردهم لسكانها بكل وسائل الترويع وما يرتكبونه من قتل وتدمير للحرث والنسل والحجر باستخدام سلاح عسكري ثقيل ضد مدنيين محاصرين في غزة إلا إفساد آخر في الأرض يضاف إلى صحيفة تاريخهم الأسود، ومع ذلك فإنهم يعلمون أن الله غاضب عليهم وأنه تعهد في التوراة بتدميرهم لكن طبيعتهم العدوانية المتأصلة فيهم تدفعهم دفعا في المضي في تحدي الإرادة الإلهية، ولعل ذلك كان سببا في تبني بريطانيا مشروع إقامة كيان لهم في فلسطين حتى يكونوا مصدر قلق وإيذاء دائمين لحاضر ومستقبل الشعوب العربية، مع يقيننا كمسلمين أن وعد الله في خراب كيانهم قادم لا محالة وأن مصيرهم الشتات.
***
تصريح مفوضة حقوق الإنسان نافي بيلاي بعد مجزرة الشجاعية لا يرقى إلى احترام حقوق وحياة الإنسان بعد أن صرحت بأن اعتداءات إسرائيل على غزة «قد» ترقى إلى جرائم حرب!
***
روسيا بوتين ويو أس أوباما وجهان لعملة واحدة، فالشعب السوري يعاني من جرائم حرب يرتكبها نظام البعث الطائفي بغطاء روسي، وشعب غزة المحاصر يعاني من جرائم حرب صهيونية بغطاء أميركي.