طلال الهيفي
بعد تطبيق حظر الاعلان في الطرق وأمام مقار المرشحين، سواء لوحات أو حتى اعلان ندوة، مهد ذلك لمرحلة جديدة لم نعهدها، كونها أول مرة تأتي متزامنة مع نظام الدوائر الخمس لتفتح عصرا جديدا من الدعاية والاعلان، وان كانت هذه الحرفية قد وصلت متأخرة بعض الشيء عن ممارستنا السياسية وان كان ذلك افضل من الا تأتي أبدا، وقد استطاعت الاجهزة المرئية المتنوعة لدينا ان تلعب دورا اساسيا في حملات المرشحين محققة منبرا مباشرا لهم استطاعوا من خلاله ان يصلوا بأفكارهم وارائهم للقابعين خلف الشاشة من دون أي عناء أو تعب، بعيدا عن عناء الحضور للمقار أو حتى الندوات التي تقام هنا وهناك، مما كان له الدور البارز في ايصال الرسالة المطلوبة في مفهوم الاعلام وتحقيق الغرض منه بأسهل الطرق، ومع هذا الصخب ما بين المحطات من تصاعد واثارة الا انه في المقابل نجد غيابا شبه تام وكأن الحفل لم يبدأ حتى الآن من قبل الاعلام الحكومي الذي ظل خارج منطقة التغطية وكأنه غير معني بهذه الممارسة الديموقراطية، وتصبح الرتابة والايقاع البطيء من سماته المعتادة، وهذه السياسة الكلاسيكية هي أحد عوامل تخلفنا وتقهقرنا الى الخلف باستمرار، فإلى متى ننظر للوراء تجنبا للسقوط.
لماذا لا تكون مسيرتنا الى الامام بخطى مدروسة حتى وان وقعنا، فالذي لا يعمل مستحيل ان يفشل لانه لم يفعل شيئا، وكم كانت مناشدات ومطالبات من سبقونا في استنهاض الهمم والعزيمة لمواكبة التطور وملاحقة قطار الزمن الذي تحرك منذ سنين ولكي نستطيع ان نعيد لبلدنا جزءا من بريقه المفقود الذي افل منذ زمن.
وان كان أملنا معهود على من سيخلفهم بالوزارة المقبلة على مستوى الامل ليكونوا خير خلف لخير سلف.