يرتقي الإنسان بإنسانيته كلما زاد إحساسه بالآخرين، وترتقي المجتمعات كلما شعرت وقدمت احتياجات كل فرد يعيش على أرضها.
نذهب أسبوعيا لأداء فريضة صلاة الجمعة والاستماع للخطبة في المسجد والذي يعتبر من أهم المنابر التي تهدف إلى توعيتنا وتعليمنا شؤون ديننا.
إلا أن هناك فئات من المصلين قد يدخل الخطبة ويخرج دون الحصول على أي فائدة تذكر غير أداء صلاة الجمعة فقط.
يعيش بيننا اليوم اكثر من 5000 إنسان من الصم والبكم، ولم أجد يوما أن مساجدنا توفر لغة الإشارة حتى تصل الخطبة لهم رغم انهم يحضرون الخطبة لأنها واجبة ويصلون معنا سنوات حياتهم كلها دون ان يدركوا ما يطرح في هذه الخطب.
ومن هذا المقام أقترح أن يتم تخصيص مسجد في كل محافظة يتم فيها الترجمة بلغة الإشارة حتى يستطيع هؤلاء المصلون إقامة صلاة الجمعة على أكمل وجه.
وتنفيذ المطلوب ليس صعبا او مستحيلا ولكنه واجب على وزارة الأوقاف ويعتبر رقيا واهتماما بمن هم من ذوي الاحتياجات الخاصة، والذين كفل لهم الدستور حقوقهم وواجباتهم.
كما ان هناك تجارب خليجية لترجمة الخطبة بلغة الإشارة، وذلك في مسجد أحمد بن حنبل في ميدان الثقافة بالشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة وكذلك جامع المنطقة التعليمية في الدوحة في دولة قطر تقام فيها ترجمة فورية بلغة الإشارة للصم والبكم.
بل في قطر لم يقتصر دورهم على توفير مترجم بلغة الإشارة فقط، بل قاموا بتطوير الفكرة، حيث من يصل متأخرا ولا يجد مكانا في الصفوف الأمامية عند المترجم، يعطى جهاز (آيباد) يستطيع من خلاله متابعة المترجم من خلال البث المباشر.
المطلوب اليوم هو التنسيق مع 6 رجال ممن لديهم شهادات معتمدة في لغة الإشارة، ويتقن عملية إيصال المعلومات ليكون مترجما لهم في 6 مساجد في الكويت مبدئيا.
لذا أدعو وزير الأوقاف المستشار فهد العفاسي، ووكيل الوزارة الشيخ فريد عمادي لتبني مشروع توفير ترجمة بلغة الإشارة في مسجد واحد بكل محافظة من المحافظات الست.
@Al_Derbass
[email protected]