يعقوب اليوسفي
كل أنواع اللعب سواء الرياضي أو الاجتماعي أو العلمي أو السياسي يكون بمنافس أمام منافس آخر والمتابعون أو المتفرجون يشجعون فقط دون ان يكون لهم دخل بأي قرار يؤخذ أثناء اللعب أو بعد اللعب، إلا القضية الفلسطينية فإن أطراف اللعب فيها ثلاثة، اللاعب الأول هو المنظمة والممثل الرئيسي للشعب كما يقال والتي تمثل القضية في المحافل الدولية والتي هي في خلاف شديد والى العظم مع اللاعب الرئيسي الثاني وهو الطرف الذي انتخب شعبيا لأكثر من مرة وأعتقد انه سينتخب مرة أخرى، إذا ما أعيدت الانتخابات وهو حركة حماس وهو الطرف المجمد والمؤيد من كثير من الأطراف المتابعة بعضها في العلن والبعض الآخر في الخفاء، واللاعب الثالث هو وبلا منازع هو الطرف الإسرائيلي وهذا الطرف يتباحث مع باقي الأطراف وهو أصلا غير مقتنع بوجوب وجود دولة فلسطينية ولكنه يعمل تحت ضغط شديد من المتابعين.
والأطراف الثلاثة كما هو واضح جليا لا أحد منهم، منفردا أو مجتمعين، يستطيع الوصول الى حل لهذا الصراع حيث الطرف الإسرائيلي لا يعرف كيف ومع من يجلس لبحث نقاط النقاش التي يفرضها المتابعون الدوليون لأن، وبكل بساطة، كل طرف لا يعترف بشرعية أو يثق في الطرف الآخر، والمميز في هذه القضية ان المشاهدين أو المتابعين وهم كثر من دول كبيرة وصغيرة ودول مجاورة وأخرى بعيدة ودول غنية وأخرى فقيرة كلها - لهم رأي فيما يحدث في هذه القضية والكل يتدخل وينصح ثم يأمر ويتشرط ثم يكون طرفا في الصراع الى جانب أحد الأطراف أو الطرف الآخر والشعب الفلسطيني لا يعرف من أين يأتيه الضرب «منهو طقاقه» ومن هو سبب الحصار ومن هو سبب المجاعة والفقر وقلة العمل والموارد والمقاومة المسلحة لا تعرف ماذا تفعل هل تستمر في ظل الانتهاكات الاسرائيلية أم تصبر لترى ماذا يفعل اللاعبون الثلاثة، وبهذه النتيجة لا يوجد طرف يستطيع حل مشكلة الدولة الفلسطينية لأن الأطراف الثلاثة عبارة عن ثلاثة أصفار على يسار القضية، وبالتالي نتيجة القضية والدولة الفلسطينية 3/صفر مربع!
السؤال: ماذا ينتظر المتخاصمون الفلسطينيون أليس الوقت لمصلحة اسرائيل فاليهود يتوالدون ويهاجرون الى الأراضي المقدسة والمستوطنات تكبر وتكثر وتضرب جذورها في الأرض أعمق وأعمق ونحن نختلف على الموارد المالية والكرسي.. يا ترى ما الحل؟