يعقوب اليوسفي
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المحكم (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) فهل نحن كذلك؟ هل نحن هذه الأيام نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر؟
فبنظرة بسيطة حولنا نجد ان بعض الدول الإسلامية ومنها دولتنا اذا أرادت ان تقضي على الظواهر السلبية فإنها تعمد إلى إنشاء لجنة بأعلى المستويات «مجلس الأمة» وفي دول أخرى تتكون اللجنة من كبار أهل الدين والعلم، وهذا يعني ان الأمر بالمعروف أصبح نادرا وليس في حياة معظم الناس وسيرتهم اليومية الى درجة انهم يحتاجون الى التذكير بالفضائل ومكارم الأخلاق وحسن السيرة والمعاملة الحسنة وحسن الجيرة ونزاهة اليد وصفاء الضمير ومخافة الله، وإلى آخر ذلك من الصفات التي أمرنا بها سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم «جئت لأتمم مكارم الأخلاق» أي انه كانت هناك مكارم للأخلاق وجاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليتممها، ولكن على العكس فإن الإنسان لا يأمن على نفسه ولا على عرضه ولا ماله وقد تفشى النفاق والكذب والدجل والسرقة والتزوير والتدليس والفساد والبعد عن القيم والأخلاق الحميدة والحقد والحسد والضغينة والتنابز بالألقاب والمنافسة غير الشريفة وقطع الأرزاق والعهر والزنا والاغتصاب والإباحية والخمر والميسر وأكل المال الحرام وكيل السباب والتلاسن والاستغلال غير الصحيح للنفوذ والبعد عن الصلاة والعمل الصالح، وأصبحنا أمة اذا سرق فيهم الغني تركوه واذا سرق فيهم الفقير أقاموا عليه الحد الشرعي.
فهل نحن يا سادة يا كرام من خصنا الله بالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا والقرآن كتابا وبالكعبة قبلة ام ان المسألة أصبحت ان نصلي كل يوم خمس مرات ونصوم والباقي على الله؟! ان الله سبحانه وتعالى قد خصنا بما لم يخص به أي أمة من الأمم فلنرجع الى الله (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم).