[email protected]
أختي نورية.. طيب الله ثراك ومثواك (ابنة) الكويت العزيزة.
ورحلت محققة حلمك الأبدي!
من هي «نورية» التي رحلت محققة حلمها السرمدي الخالد؟
قال تعالى: (.. وما تدري نفس بأي أرض تموت..) لقمان (34).
هي إنسانة بسيطة عُرفت بتواضعها الجم وسخائها اللامحدود وطيبتها.. منذ أكثر من خمس سنوات حجت وأصبحت (مدمنة حج)، وفي هذا الحج الأخير حاول أهلها الكرام منعها عن الحج فأصرت وكان خوفهم كبيرا على صحتها، ولكنها كانت (متوكلة) على الله عز وجل، وقبل (صالح) ابن أخيها عبدالله، الله يحفظه ويأجره، أن يكون محرما لها، وحجت وتركت أثرا عميقا في حجاج حملة المهندس محمد إسماعيل مندكار الذي حاول ومعه فريقه الانكشاري الجميل مساعدة هذه الفاضلة ابنة الكويت البارة بكل ما يستطيعون محبة لها، وكأنه (وداع) لحچية أحبوها وأحبتهم!
نورية.. ابنة منطقتنا (القادسية) بيت أبوها العم علي الدخيل بوعبدالله، رحمه الله، في (بوطه - لاين) العم محمود العصفور، رحمه الله، والعوائل الكريمة السدرة - السجاري إذا ما أصاب ذاكرتي الخرف والزهايمر! وفي القادسية (كبرت)، وفي المدينة المنورة توفيت منذ أيام ودفنت، ولهذا قصة عجيبة أقولها لكم باختصار:
كانت تمر على مقبرة البقيع في المدينة المنورة في زيارة مع رفيقاتها هناك قالت وهي تزور هذه المقبرة التي تضم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنتم السابقون ونحن اللاحقون.. وكأن الله استجاب لهذا الدعاء الخارج من القلب لأنها تمنت أن تدفن هناك وحقق الله عز وجل لها حلمها!
ودُفنت في البقيع رغم صعوبة (الدفن) هناك كما تعلمون، لكنه القبول والتيسير من الله عز وجل.
جاءها هادم اللذات في نفس اليوم ليصلى عليها في المدينة المنورة ويأخذ لها (إذن) بالدفن في البقيع، حيث تمنت وليشهد لها الجميع بحسن الخاتمة وهي الحاجة والمعتمرة والدؤوبة في العمل الدعوي والخيري والتطوعي.. فعلا (اللاويه) نورية!
رحمك الله يا أختي «نورية»، والله وحده يصبر أختنا الفاضلة المربية الأستاذة غنيمة علي الدخيل - مديرة التنسيق سابقا في وزارة التربية وأخويك عبدالله وفيصل (الملك) وآل الدخيل الكرام جميعا ودعاء لمن رافقك (محرمك) صالح والآخرين.. غيابك يحتاج الى صبر أيوب، فلقد كنت بلسمهم!
كما نُعزي أخواتك في «جمعية الرعاية الإسلامية» لأنها أحد أبرز المؤسسات وعضو مجلس الإدارة بها، ومشكورين على النعي.
٭ ومضة: كانت نورية تحب مجالس العلم والعمل الخيري والدعوي وتحب سنة الاعتكاف خاصة في مكة والمدينة، ولعل أبرز خصالها (هذه الإنسانية العامرة بالإيمان) خاصة لمن حولها من الضعفاء تنصرهم في مطالبهم وتدافع عن حقوقهم وتهب من غير تردد في مساعدة كل محتاج.
وكأن لسان حالها يقول لنا جميعا:
لا احتراس يفيد فالموت آتٍ
كل حي ولو ببرجٍ مشيدٍ
٭ آخر الكلام: عُرفت بابتسامة دائمة تعلو محياها وبشاشة تستقبل بها الناس دون كبر أو طاووسية.
وكأنها تقول لنا:
الموت باب وكل الناس تدخله
يا ليت شعري بعد الباب ما الدار
٭ زبدة الحچي: كانت دائمة القول «اللهم أسألك حُسن الخاتمة» وتوبة نصوحا قبل الموت، وها هي تسلم على (أهل البقيع) وتأمل أن تدفن معهم، وقد حقق الله لها مرادها وحلمها، ولتكون (الآن) بينهم والإنسان يُحشر مع من أحب!
إنني أدعوكم جميعا في داخل الكويت وخارجها بأن تدعو لهذه (المرأة المباركة) في ليلة الجمعة المباركة ولعلها في ساعة إجابة.. رحمك الله نورية علي الدخيل.. تستاهل الدعاء.
نورية (حلمت) واستجاب الله الدعاء. رحمك الله ابنة الديرة البارة فلقد نلت «حسن الخاتمة» فهل هناك أجمل وأبهى من هذا الحلم!.