Note: English translation is not 100% accurate
دعيج الخليفة والقرار النبيل
السبت
2006/11/11
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : يوسف الراشد
يوسف الراشد
قلة قليلة هؤلاء الذين يجدون في انفسهم الجرأة اللازمة لاتخاذ قرار التخلي عن كرسي المسؤولية، والقدرة على مقاومة اغرائه، لعل هذا كان السبب وراء الدهشة والشعور بالمفاجأة اللذين احس بهما كثيرون في الايام القليلة الماضية لدى نشر خبر ترجل الشيخ دعيج الخليفة المالك عن صهوة المسؤولية التي ظل ملتزما بها بنجاح وإخلاص اكثر من 35 عاما، قضاها بين القطاعات المختلفة في وزارتي الاعلام والشؤون الاجتماعية توجت بتقلده منصب وكيل وزارتي الشؤون نحو 7 سنوات، وهو مشوار طويل من العمل الشاق والمضني كان الرجل يبذل فيه قصارى جهده، من اجل خدمة الكويت والكويتيين، لاسيما ان الشيخ دعيج الخليفة، هو واحد من الذين يعرفون جيدا ان المسؤولية الحقيقية هي تكليف لا تشريف، كما يعرف ان الموظف العام يجب الا يلتفت الى المزايا والصلاحيات، بقدر مايجعل جل اهتمامه في تسهيل مصالح الناس والنظر في احتياجاتهم، ومعالجة ما يواجههم من مشكلات ومعوقات.
قضى الشيخ دعيج الخليفة ايام مشواره الوظيفي محبوباً من رؤسائه ومرؤوسيه على السواء، فقد كان دائما ينظر الى العمل والنجاح فيه بوصفهما حصيلة تعاون الجميع، وتكاتفهم في بذل كل ما في الوسع من اجل التخفيف من معاناة الناس، وتحقيق الخير لهم.
ولان وزارة الشؤون الاجتماعية تمثل الأم الرؤوم لقطاعات كبيرة من المواطنين، الذين يلوذون بها لحل ما يظهر امامهم من مشكلات، فقد كان الشيخ دعيج الخليفة يدرك انه يتبوأ مكاناً شديد الحساسية، لانه يتعلق بمصالح الناس واحتياجاتهم، وظروف معيشتهم، فكانت اكثر اللحظات سعادة بالنسبة اليه هي لحظة يعلم انه حقق مصلحة لاي من الشرائح الاجتماعية الكثيرة التي تعنى بها الوزارة، او ادخل سروراً الى قلب محتاج، تلمس في «الشؤون» صدراً حنوناً، فكان الدعيج هو الوجه الباسم والقلب الرؤوف للجميع.
كثيرة هي لمساته الخيرة في مجال العمل الاجتماعي الذي تضطلع به وزارته، وواضحة بصماته على تطوير الاداء في كل قطاعات الوزارة، سواء ما يعنى بالعمل الخيري وجمعيات النفع العام، او بالرعاية الاجتماعية للمسنين والمعاقين وبعض الشرائح الاخرى، او العمل التعاوني، وغيرها.
وقد ذكر الشيخ الخليفة بامتنان انه عمل مع 17 وزيراً تعلم منهم جميعاً وتعاون معهم على اختلاف توجهاتهم، لتحقيق اقصى خدمة اجتماعية ممكنة لاهل الكويت، لكن الوجه الآخر للصورة يعكس حب موظفيه ومرؤوسيه له، وتقديرهم لجهوده ومشواره الثري في خدمة مواطنيه، وقد قابل الدعيج هذا الحب الجارف بالشكر الصادق، وبتقديره لكل العاملين في وزارته.
واذا كان الجميع سيفتقدونه في الوزارة، فقد ابتسم لهم قائلا ان هذه هي سنة الحياة، وانه اختار الاستقالة لسبب وطني وهو اتاحة الفرصة لضخ دماء شابة جديدة في «جسم الشؤون»، وسبب شخصي وهو التفرغ لاعماله الخاصة.
في نهاية مشوارك الوظيفي يا ابا خليفة، نقول لك ان القاطرة الممتلئة بالثقة والايمان لم تبلغ المحطة الاخيرة بعد، رغم التقاعد بل هي فقط الآن تبدأ رحلة اخرى ثرية من بداية طريق جديد.
وفقك الله.
اقرأ أيضاً