دائما ما يدور الحديث في الدواوين في الكويت عن ضرورة تأهيل الصف الثاني من أبناء أسرة الحكم، وهذه الدعوة المجتمعية «الدواوينية» جزء من حديث سياسي لا يجد طريقه للنشر غالبا ولكنه يدور في فلك أحاديث الملح السياسية بين الناس من رواد الدواوين منذ أكثر من 20 عاما، والحقيقة التي يبدو أنها غائبة عمن يتناول هذا الحديث عند استعراضه الحالة السياسية المحلية أن الصف الثاني من أيناء الأسرة قد تأهل فعلا بل تم توزير العديد منهم على مر السنوات الماضية وهم يعتبرون اليوم جزءا من منظومة الحكومة أو أصبحوا جزءا من المشهد السياسي العام للبلد، واليوم نحن فعليا نشهد واقع تأهيل شباب الصف الثالث من أبناء الأسرة لتولي مناصب قيادية.
وبدأت حركة تأهيل شباب للأسرة من الصف الثالث تحديدا مع بداية تولي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم في البلاد، حيث شهدت حقبته تغييرات جذرية في مفاصل الدولة، إذ بدأت مؤسسات الدولة ككل وخلال سنوات قليلة تجديد شبابها عبر تعيينات لشباب كويتيين من الكفاءات من كل الأطياف في مناصب وكلاء ووكلاء مساعدين ومن في حكمهم، ومن بين التغييرات أيضا والتي لم ترصد أو تسجل البدء بتأهيل شباب الأسرة ضمن تلك الحركة التجديدية التصحيحية والذين تم تعيين عدد منهم في مناصب قيادية مهمة في أكثر من قطاع وجهة، وأغلبهم أثبت جدارته ونجاحه في القطاع الذي تولاه، وبعيدا عن الصراعات السياسية وتوازنات القوى أثبت أبناء الجيل الثالث من الأسرة أنهم على قدر من الثقة التي أوليت لهم شأنهم شأن القياديين الآخرين.
ومن آخر التعيينات تعيين الشيخ صباح ناصر صباح الأحمد وكيلا لشؤون الأسرة في الديوان الأميري والذي تدرج في عدد من المناصب في الديوان قبل أن ينال الثقة في المنصب الأخير.
وقياس النجاحات أو نجاح التعيينات يصعب قياسها لمنصب غير متعلق بخدمة الجمهور مباشرة، والمنصب الذي يتولاه الشيخ صباح ناصر صباح الأحمد الآن وما سبقه من مناصب لم يكن من السهل الحكم على نجاحه بها، لكونه كما ذكرت منصبا أو مناصب ليست متعلقة بالجمهور مباشرة، ولكن قياس نجاح شخصية مثل الشيخ الشاب صباح تكون بقياس تواجده الاجتماعي، فمثلا ديوانيته الأسبوعية تعطيك فكرة مصغرة وواضحة عن شخصية وطبيعة الرجل، فديوانيته تضم جميع فئات وأطياف المجتمع الكويتي من كل المستويات العلمية والاجتماعية، حتى انها تشبه في تركيبة روادها كويتا مصغرة، والسقف مفتوح بها إلى أبعد حد للحديث عن جميع شؤون البلاد.
وفي الكويت نعرف أن ما أجمع الناس من مشارب عدة على الحضور إلى ديوان شخص إلا وكان دليل نجاح صاحبها اجتماعيا، وهذا بالضبط هو حال ديوانية الشيخ صباح، وان تنجح اجتماعيا في المجتمع الكويتي يعني انك نجحت في منزلتك أو عملك الذي أوكل إليك، وللعلم أغلب رواد الديوانية أو من يأتي ليسوا من طلاب الشرهات ولا الساعين للتقرب بل من عامة الناس الذين وجدوا كويتهم المصغرة في تلك الديوانية.
توضيح الواضح: الشيخ صباح ناصر صباح الأحمد حضوره الاجتماعي كصورة رجل سياسة تستطيع أن تقيسه بحضور ديوانيته، وكذلك في حجم المباركات التي انهالت عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد توليه منصبه الأخير، وبقراءة تلك المباركات تعلم أن الرجل يسوق لنفسه عبر نجاحه وليس بصفته حفيدا لصاحب السمو الأمير أو أحد أبناء الأسرة وهذا بحد ذاته نجاح لا يتحقق في هذا الوقت القصير إلا نادرا.
توضيح الأوضح: أبارك للشيخ صباح منصبه الجديد فهو أهل له وأهل لما هو أعلى لما فيه خير ومنفعة البلاد.
[email protected]