«قبلة على رأس سموك».
هكذا خرجت هذه الجملة مني بعد أن استمعت إلى خطاب والدنا صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي وجهه إلى إخوانه وأبنائه من المواطنين مساء أول من أمس.
خطاب ملؤه الحكمة من رأس الحكمة وربان سفينة البلد التي مالت بها رياح الفتنة قليلا قبل أن يعيدها سموه بخطابه إلى خط سير الأمان، لم يطلب الكثير ولم يهدد ولم يتوعد بل جُل ما فعله أنه وضع نقاط المنطق على كلمات الخلاف غير المنقطة التي امتلأت بها جنبات البلد خلال الأيام الماضية، داعيا للعودة إلى دولة القانون بعيدا عن التعبئة والفوضى والشحن والتخوين والتشكيك التي أصبحت ديدن البعض وأسلوب عملهم السياسي بل وحتى الحياتي.
ومجددا أكد سموه في خطابه الفصل إيمانه التام بالديموقراطية، ليبعث سموه بهذا التأكيد من جديد الطمأنينة في نفوس أبنائه من المواطنين أن لا حكم ولا احتكام إلا بالدستور الذي يعتبر مكسبا شعبيا للجميع للكبير قبل الصغير.
لا تآمر على الدستور ولا تعليق للديموقراطية ولا انقلاب عليها ولن يمسها أحد بسوء ما دام رأس البلد قال كلمته صريحة في هذا الشأن وانه هو أول من يذود عنها وعن حماها بحكمته التي أعلنها صراحة عبر خطابه السامي، فليتوقف الجميع عن القول ببطولات زائفة وهمية لا وجود لها إلا في مخيلاتهم وليلتفتوا إلى الوطن بعيدا عن افتعال صراعات سياسية لا قصد منها سوى اختلاق وضع جديد يمكنهم من بناء قصور في جنان مصالحهم الشخصية الضيقة حتى وإن سقط البلد في جحيم الفوضى ونار الفرقة وبراكين الفتنة.
والمواطنون لا يريدون شيئا أكثر ولا أكبر مما جاء في هذا الخطاب السامي، يريدون دولة القانون والمؤسسات، يريدون دولة التنمية بعيدا عن المثالب التي نالت سيف الديموقراطية على يد بعض حملته ممن ائتمناهم على حمله، يريدون العدل والمساواة وأن تعاد لحمة الوطن تحت سقف واحد وسماء واحدة وأرض واحدة وروح واحدة كادت تمزقها أياد اتخذت التشكيك والتخوين والتهويل وسيلة لإيصال صوتها بل ووصل بهم الأمر إلى سرقة أصواتنا واستعارتها أحيانا بحسن نية منا أحيانا ورغما عنا أحيانا أخرى.
أصواتنا للوطن وليست لأحد آخر، دماؤنا لهذا البلد الطيب وليس من حق أي أحد أن يحدد فصائلها بناء على قبائلنا أو عوائلنا أو مذاهبنا أو ديننا أو لوننا، فنحن في النهاية كلنا كويتيون جسد واحد ومن قبيلة واحدة وعائلة واحدة ولون واحد بل ودين واحد.
سيدي ووالدي صاحب السمو الأمير: «قبلة على رأس سموك قبل الخطاب وبعده»، وليس بعد هذا الخطاب الفصل سوى القول بالسمع والطاعة لولي الأمر.
[email protected]