- الشطي: حرّم الشرع الكذب حتى في المزاح وهي بدعة مضلة
- البارون: كذبة أبريل ضد القيم الأخلاقية والمعايير الاجتماعية وإن كان هدفها المرح
«كذبة أبريل» يطلقها البعض في بداية شهر ابريل ويعتبرها دعابة تسبب أحيانا الخوف أو تثير الجدل ولكن هي في النهاية كذبة والكذب سلوك سيئ ينبذه الدين وحرام وحذر منه الإسلام.
فما حكم هذه الكذبة شرعا؟ ولماذا يطلقها البعض؟
يؤكد د.بسام الشطي ان ما تسمى كذبة ابريل سلوك بعض من لا يعرفون قيم الإسلام وهم يشاركون في إطلاق الأكاذيب تحت ما يدعون انه دعابة ومــزاح بمسـمى «كذبة أبريل».
ويقول: لا يوجد لدى المسلمين كذب في أبريل ولا غيره، فالكذب كذب مهما كانت درجات لونه أو مبرراته الضبابية وكذبة أبريل بدعة مضلة يأثم قائلها ويعاقب مرددها ذلك لأنها تعرض سمعة الناس للأذى وتمزق أواصر المحبة والألفة بين الأصدقــاء والأخــلاء، فالكذب نفاق وريبة وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الاتصاف بهما.
ونبه د.الشطي الى ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يمزح ولا يقول إلا حقا وهو الصدق المطابق للواقع، وكذبة ابريل مضلة يأثم قائلها ويحرم من يرددها.
فالكذب من مساوئ الأخلاق وكذبة ابريل محاكاة للغرب وتقليد أعمى له، اثارها سيئة، فمن الناس من أخبر بوفاة ولده أو زوجته أو بعض محبيه فلم يتحمل الصدمة ومات، ومنهم من يخبر بإنهاء وظيفته أو بوقوع حريق أو حادث تصادم لأهله فيصــاب بجلطة او ما شابهها من الأمراض وبعض، الناس يتحدث معه كذبا عن زوجته فيسبب ذلك تطليقها او قتلها، وهكذا في قصص كثيرة لا تنتهي وحوادث لا نهاية لها وكله بسبب الكذب الذي يحرمه الدين والعقل وتأباه المروءة الصادقة، وقد حرم الشرع الكذب حتى في المزاح وانه نهى ان يروع المسلم سواء كان جادا او مازحا قولا أو فعلا فهذا شرع الله فيه الحكمة والعناية بأحوال الناس وإصلاحهم.
هدفها المزاح
يؤكد أستاذ علم النفس د.خضر البارون ان الإنسان عندما يكذب عموما لا يستطيع ان يواجه الحقيقة او ان يقبل الواقع او لكي يسير أموره بشكل يرغب هو فيه ولا يقبله الآخرون، والشخص الكذاب من الناحية النفسية له شخصية ضعيفة لا يستطيع ان يتعامل مع الحقائق فهو يقدم أعذارا واهية غير واقعية تبدو له حقيقية اي يقنع نفسه بأنها أعذار تنقذه من الواقع المرير او تحقق رغباته، وعن الأسباب النفسية التي يلجأ اليها كثير من الناس للكذب قال: ان الكذاب قد نفذ بكذبه في المرات السابقة وحقق رغباته وأهدافه لكن كثيرا ما ينكشف أمره مهما طال الزمن فتظهر كذباته ويفتضح امره ويصبح بعد ذلك مهزوزا لا يوثق به.
وضائعا لأن كلامه يصبح عادة محل شك ولا يوثق به، أما بخصوص كذبة ابريل فيرى د.البارون ان هدفها الضحك والمرح فهي ليست لإيذاء احد انما هي لإفشاء البهجة والسرور في نفوس الآخرين، لكن البعض يستغلها لتحقيق رغباته أو أهدافه مثل كسب المال او تسيير أمور في صالحه وهذا طبعا ضد القيم الأخلاقية والمعايير الاجتماعية.