- الكثير من الكويتيين في الماضي ما كانوا يطبخون الغداء وكان الطبخ يقتصر على العشاء ونعيش على أكل الخبز والتمر حتى المساء
- أول مدرسة التحقت بها مدرسة ملا مرشد في المرقاب وكان يساعده فيها ملا سليمان وملا محمد وصار فيما بعد نائباً بمجلس الأمة
- أكملت قراءة المصحف وفي عام 1956 ملا مرشد أغلق مدرسته وتحولت إلى مدرسة المرقاب
- كنت أذهب إلى المعهد الديني بواسطة الدراجة من المرقاب إلى الشرق وتخرجت في المعهد الديني عام 1958
- عملت على سيارة التاكسي أنقل الركاب بعد نهاية الدوام من 1958 إلى 1966 وأجرة الراكب كانت نصف روبية
- كنت أقتني حماماً وفي عام 1956 غطى الجراد الشمس فلم يستطع الطيران عائداً إلى البيت
- ولدت في منطقة المرقاب بفريج الريش.. وبيت الوالد حالياً جزء من مجمع الوزارات
- البيوت كانت مبنية من الطين ومتلاصقة ومتجاورة ندخل بيوت بعضنا البعض ويعتبر الواحد منا كأنه ابن الجيران
- أذكر المرقاب وبيوتها وعندما أرجع من المعهد الديني أقول للوالدة «جوعان» فتعطيني خبزة عليها سكر ودهن
- بيت الوالد تم تثمينه عام 1960 بسعر 29 ألف دينار مع أول دفعة من تثمين البيوت وأعطوه قسيمتين
- عندما يثمن البيت كان السعر يصرف نقداً للمواطن فيضعه في كيس ويحمله إلى بيته وأحد المواطنين تسلم مبلغ 29 ألف دينار وفقدها لدى شراء بعض الخضار والفاكهة فصرف له الشيخ جابر الأحمد نصف المبلغ
- بعد خدمة خمس وعشرين سنة في «المالية» تقاعدت وتوجهت إلى العمل الحر وعندها تمنيت لو أني لم أشتغل بالوزارة
- العمل الحر يشجع وأول قسيمة اشتريتها كانت بالأندلس وكان ثمنها 5 آلاف دينار وبنيتها وبعتها وربحت 35 ألف دينار بعد 6 شهور
- كنت ألعب كرة القدم مع الأصدقاء بالحي وكذلك في ملاعب المعهد الديني وأذكر بعض الطلبة ممن كانوا يلعبون السلة والطائرة
- اشتريت طراداً أضعه في ديوانية الوطية بالقبلة منذ عام 1975 وأمارس هواية صيد السمك من أكتوبر إلى مارس
- في بداية الستينيات كانت هناك رغبة في تكويت التحكيم لأن الحكام العرب لم تكن شخصيتهم قوية في الملعب أمام الجمهور والتحقت بدورة تدريبية في الإسكندرية عام 1964 كان يحاضر فيها محمد لطيف
- أحد أصدقائي أطلق كلباً صغيراً في ملعب الفحيحيل خلال تحكيمي المباراة
- لم أحصل على شهرة كبيرة في مجال التحكيم وأقول للرياضيين: «الرياضة عطها تعطيك»
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفنا هذا الأسبوع يأتي من مضمار الرياضة فهو حكم كرة القدم سليمان خليفة الخلفان. يحدثنا عن ذكريات الماضي ويقول انه ولد في المرقاب والتحق بمدرسة ملا مرشد السلمان وبعدما أغلقت المدرسة التحق بمدرسة المرقاب والقريبة من بيت والده مع مجموعة من أبناء المرقاب ومن ثم مدرسة صلاح الدين وتركها والتحق بالمعهد الديني، وأنهى الدراسة الثانوية في المعهد، وقد لعب كرة القدم في الحي مع أصدقائه وفي المعهد، وكان يذهب الى الأندية القديمة: العروبة، الخليج وغيرها من الأندية التي كانت موجودة بذلك الوقت.. وبعد التخرج في المعهد الديني التحق بالعمل في وزارة المالية وعين محاسبا في بداية حياته العملية، وتمت ترقيته حسب القوانين المتبعة في الترقيات.
بعد أن أمضى الفترة القانونية في العمل، تقاعد وتفرغ للعمل الحر، وبدأ حياته في شراء الأراضي وبنائها وبيعها بيوتا واستمر يعمل وحصل على أموال كثيرة.
يقول سليمان الخلفان انه عمل حكما لكرة القدم لسنوات عدة والتحق قبل ذلك بدورة التحكيم التي أقيمت في الكويت لمدة شهر وبعد ذلك سافر الى الاسكندرية مع مجموعة من الحكام والتحق بدورة تحكيم لمدة شهر ولكن حصل ان الاتحاد لم يوف بوعده لهم.. ماليا.. وعاد الى الكويت وأول مباراة صار حكما لها بين العربي واليرموك وفاز العربي بنتيجة 2-1. حديث شيق يتضمنه هذا اللقاء مع الضيف سليمان خليفة الخلفان،
فإلى التفاصيل:
في مستهل اللقاء يحدثنا ضيفنا سليمان خليفة الخلفان عن أيام طفولته المبكرة ومولده والصبا حيث يقول: ولدت في الكويت بمنطقة المرقاب، وذلك بفريج الريش ومن العائلات التي كانت تعيش في تلك المنطقة عائلة المزيني والريش والمالك والقعود، وبيت الوالد حاليا جزء من مجمع الوزارات ومن المساجد في المرقاب مسجد الوزان ومسجد الفضالة ومسجد القصمة ومسجد الفليج وهو الأقرب لبيتنا ومسجد العلي العبدالوهاب، وكنت اذهب الى مسجد الفليج للصلاة مع أصدقائي، واذكر من الأصدقاء يوسف الغنام الرشيد ومحمد الحوطي ومحمد ابراهيم وعبدالله وأبناء الريش منهم خالد وسليمان وعلي الطيار، البيوت كانت مبنية من الطين ومتلاصقة ومتجاورة ندخل بيوت بعضنا البعض، يعتبر الواحد منا كأنه ابن الجيران واذكر ان عائلة الريش عندهم حملة للحجاج وعندهم فرقة شعبية للعرضة، وبعد وفاة الكبار منهم انتهت حملة الحج.
واذكر المرقاب وبيوتها عندما ارجع من المعهد الديني أقول للوالدة جوعان فتعطيني خبزة عليها شكر ودهن (سكر) وآكلها ومن المرقاب الى المعهد الديني بالدراجة والسكك ضيقة واذكر ان الكثير من الكويتيين ما كانوا يطبخون الغداء، كان الطبخ يقتصر على العشاء واعيش على أكل الخبز والتمر حتى العشاء، اذكر الشارع الهلالي بعدما ثمنوا البيوت القديمة، فالشاعر عبدالله الحبيتر قال هذه القصيدة بعدما تم افتتاح الشارع الهلالي:
الشوارع والهلالي
فرقوا كل الأهالي
وين جيراني وخالي
طلعوهم من فريجي
واذكر ان بيت الوالد تم تثمينه عام 1960 مع أول دفعة من تثمين البيوت وذلك بسعر 29 ألف دينار، سعر قليل جدا، واعطوا الوالد قسيمتين، فذهبت الى أمين سر البلدية وقلت له: قسيمتان لا نستطيع ان نبنيهما فقال: روح خدهم للوالد واسكت.. واخواني صغار.
ولذلك قسيمة اخذها أخي صالح، والثانية باعها الوالد وعبدالله شعيب ومعه اثنان وذهبنا الى القسيمة مع الوالد وقال رجعنا هذا بر والخالدية كانت بر خالية من البيوت وفيها قصر الشيخ خالد عبدالله السالم. وبعنا القسيمة بسعر بسيط، بيوتنا القديمة كلها غير صالحة للسكن حاليا والأولاد كبروا حاليا والناس يهدمون ويبنون بيوتا كبيرة من 3 أدوار لأولادهم وأحفادهم، ويبنون شققا لهم عكس السنوات القديمة، وحاليا نقطة مهمة جدا، اسأل الأولاد هل انت متزوج يقول «لا غير متزوج» بسبب المادة وارتفاع الإيجار حاليا، وأول ما تسلمت القسيمة في الخالدية في القانون يجب على المواطن خلال 6 شهور ان يبني القسيمة فهو ملزم بذلك أو تسحب منه، وكنت قد سبق ان بدأت بصب القواعد وأعطاني إنذار القانون ما فعلوه فيما بعد قالوا من يملك قسائم ولا يبنيها يسدد رسوما ولكن لم يفعل، حاليا القسائم غالية جدا عكس القديم، التثمين في المرقاب جميع البيوت تم تثمينها واعطوا قسائم في الفيحاء والخالدية.
قسيمة الخالدية بنيناها طابقين وفيها بلكونات، كان المهندسون لا يعرفون طبيعة وعادات المجتمع الكويتي، وكانت تجمع الغبار والتراب وتكشف على الجيران، جو الكويت حار لا تصلح له البلكونات لكن المهندسين سابقا لا يعرفون شيئا عن المجتمع الكويتي ولا فائدة من البلكونات، بعد ذلك بعت بيت الخالدية وبنيت بيتا من دون بلكونات، كانت منطقة اليرموك فيها الـ2500 قسيمة، فاشتريت قسيمة وبنيتها وكان سعرها 3 آلاف دينار عام 1970 وكان يطلق عليها جنوب العديلية.
الدراسة والتعليم
يتحدث الخلفان عن مشواره في التعليم والتحاقه بالدراسة قائلا:
أول مدرسة التحقت بها مدرسة ملا مرشد في المرقاب وكان يساعده فيها ملا سليمان وملا محمد الذي صار فيما بعد نائبا بمجلس الأمة، وفي الحوش الثاني محمد ابراهيم الحوطي ومدرس اللغة الإنجليزية ناصر الحوطي وملا سليمان كان يعلمنا قراءة القرآن الكريم والتجويد، أكملت قراءة المصحف وفي عام 1956 ملا مرشد أغلق مدرسته وتحولت الى مدرسة المرقاب وبعد سنوات من الدراسة انتقلت الى المعهد الديني ومقره السابق عند ماء سبيل ابن دعيج، وعام 1957 انتقل المعهد الديني الى منطقة الشرق بالقرب من مدرسة كاظمة والناظر كان مصريا والوكيل عبدالعزيز الشاهين وبعض خريجي المعهد الديني سافروا الى القاهرة واذكر منهم يوسف غنام الرشيد وراشد الحماد وغيرهما من الطلبة.
أكملت دراستي في المعهد الديني، وأذكر من المدرسين المرحوم الشيخ علي حمادة كان يعلمنا الفقه واللغة العربية، ومن المواد الحساب والتجويد، وكانت لا توجد لغة انجليزية، واذكر من الطلبة ناصر دغيشم ويوسف الدعيج وعلي الطيار واحمد الخليفة.
كنت اذهب الى المعهد الديني بواسطة الدراجة من المرقاب الى الشرق وتخرجت في المعهد الديني عام 1958 (ثانوية المعهد) ومن الطلبة كثيرون مثل ناصر الدغيشم.
العمل بالمالية
عن عمله بعد الدراسة يقول الخلفان: حصلت على شهادة وعينت موظفا في دائرة المالية في قسم المحاسبة عام 1959 وكان المرحوم الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت الأسبق رئيس دائرة المالية، وأحمد العبداللطيف كان المدير واحمد سيد عمر مدير وحامد الشيخ يوسف أيضا مدير ورئيس القسم علي حسين الحرز، وكان الراتب 150 روبية اعطي منها للوالد واخواني، ومع الوظيفة جدتي اشترت لي سيارة وحولتها الى تاكسي اشتغل عليها في نقل الركاب بعد نهاية الدوام، وسعرها 13 ألف روبية، كانت سيارة أوبل، جدتي والدة امي هي حصة العويضي وقد ثمن بيتها في منطقة النسيم، وبدأت العمل بها وانقل الركاب من دروازة العبدالرزاق الى منطقة الدسمة والنقرة، وسعر الراكب نصف روبية وكسبت منها خيرا كثيرا، وسواق التاكسي كانوا من الكويتيين، كانت البيوت والأراضي رخيصة، فكرت ان اشتري قسيمة، المهم اشتغلت على سيارة التاكسي لعام 1966 منذ عام 1958، وبعد التقاعد باشرت العمل في بناء القسائم وبيعها بيوتا، هذا بسبب عملي موظفا وسائق تاكسي.
وايضا كلما بنيت منزلا اشتريت ارضا وقمت ببنائها ثم أعرضها للبيع، بنيت في الاندلس وقرطبة ومناطق اخرى.
اذكر عندما كنت اعمل على التاكسي لا اعرف اسماء السائقين، ولكن أذكر منهم ابو عيسى، ابو مزعل، ابو محمد، ومن الكويتيين اذكر سائقين كثيرين، والسيارات صالون وموديلات الخمسينيات والسيارات اميركية فورد وشفر واوبل الماني، نقف بالسرى دروازة العبدالرزاق مقابل المزرعة ويوجد سرى في ساحة الصفاة عند حفرة الحمود ويوجد سوق حراج للحمير عند مبنى البرقية.
منطقة المرقاب
يحكي الخلفان عن منطقة المرقاب قائلا: في المرقاب توجد حفرتان الاولى تعرف باسم حفرة الفريج والثانية حفرة بن ادريس وتتجمع فيها مياه الامطار وحفرة بن ادريس قريبة من المسيل، وهي حفرة كبيرة، واذكر حفرة المسيل فيها آبار وفيها مياه، وفي المرقاب سوق الحمام كنت اشتري منه حماما واشارك فيما يسمى «كش» الحمام تطير مع عبدالله ومحمد الحوطي، وفي احدى السنوات عام 1956 ضاعت لي حمامة والسبب ان الجراد غطى الشمس فما ترى الحمامة البيت، وضاع الحمام، وكان من الاصدقاء الحوطي وعندنا ما يسمى الكتويل لمعرفة اتجاه الرياح كي تتمكن من اطلاق الحمام في الجو، اما انواع الحمام القلابي فليس مثل حمام هذه الايام، وكنت «اكش» الحمام يطير، وحاليا ولدي خليفة يشتغل بالحمام يبيع ويشتري، وسعر الحمامة يتراوح بين 4 و5 آلاف دينار، والحمام القلابي مميز قديما، وكنا نصيد بعضنا من بعض ولا نرجع الحمامة لصاحبها، قديما يقول الذي يطير الحمام ليست له شهادة كشاهد، هذا غير صحيح، ولهم اماكن خاصة، وفي البر لهم اماكن وجواخير، واذكر انه طارت مني حمامة ونزلت عند الجيران ودخلت البيت وصدت الحمامة، وكانت النساء جالسات في الحوش ولم يحصل شيء، اعتبروني ولدهم، وهذا من حبي للحمام، وكان السابقون طيبين جدا، والوالد كان يوصي علينا الجيران عندما يذهب الى الغوص، فالجار اهل بالنسبة لجيرانه، وكان الوالد سكوني مع الصقر.
الاولون كانوا مؤتمنين بعضهم على البعض، وعندنا احد النواخذة يسولف لنا عن البحر في النادي، والحمام انواع والبيع كان كل يوم جمعة في سوق الحمام في المرقاب، وسعر الحمامة كان رخيصا وكان القليل من الكويتيين يأكل الحمام، فكانوا يأكلون اللحم وخصوصا اللقاط، وكان احد الجيران يذبح الحاشي ويبيع اللحم بالسكة بين البيوت يوميا، ولا يوجد ممنوع وكل يوم الذبح، ولا توجد ثلاجات ايضا الرجيبة كانوا يذبحون.
كان تعييني في المالية 6/10/1959 وكنت محاسبا، واذكر حادثة حصلت عندما يثمن البيت كان السعر يصرف نقدا للمواطن فيضعه في كيس ويحمله الى بيته، الا ان احد المواطنين اخذ المبلغ ووضعه في كيس وحمله وهو ذاهب الى بيته، وكان ذلك المواطن بيته الذي ثمن في خيطان قد تسلم مبلغ 29 الف دينار، الدنيا امان ولا احد يتعرض لك، تسلم المالية نقدا واثناء سيره وهو ذاهب الى البنك الوطني وبطريقه دخل الحمامات ووضع الكيس بجانبه، وبعدما خرج دخل سوق الخضرة واشترى بعض الفواكه، تذكر انه وضع كيس النقود بالحمام فرجع فلم يجد النقود، سرقت، وفي اليوم الثاني رجع الى المالية وبلغنا بما حصل له وكتبنا كتابا للمغفور له الشيخ جابر الاحمد وكان يومئذ رئيس الماليــة وصـــرف له نصــــف المبلـــــغ، وهــــذه الحادثـــة لا انساها وما زلت اذكرها.
اقول ان الانسان يجب ان يكون حريصا على امواله وحلاله.
بعد المالية وبعد التقاعد لم اشتغل في اي مكان آخر عينت محاسبا ومحاسبا اول وكان رئيسنا عبدالرحمن الملحم ومعنا بعض الوافدين، وبعد خدمة خمسة وعشرين سنة تقاعدت وباشرت العمل الحر وبعد التقاعد تمنيت لو اني لم اشتغل بالوزارة، لان العمل يجعل الانسان كسولا، واما العمل الحر فيشجع وأول قسيمة اشتريتها كانت بالاندلس وكان ثمنها خمسة آلاف دينار وبنيتها وبعتها كبيت وكان الربح في البيت ثلاثين او خمسة وثلاثين الف دينار وبعد خمسة او ستة شهور ابيع بيتا ومع هذا توجد راحة البال والقلب وبدون تفكير وأما التفكير فيشغل النفس.
مواطن كان يعمل بناء إذا رجع من العمل تعشى ونام وآخر سكان الحي يشاهدون ان الماء ينزل ليليا الى الشارع من سطح البيت فيغتسل ويسبح، سألوا لماذا الماء ينزل ليليا؟ والآخر سألته زوجته لماذا جارنا ليليا الماء ينزل من بيته ونحن لا يوجد عندنا ماء، ذهب الى رجل آخر واعطاه مائة روبية وقال له هذا المبلغ اشتغل به في السوق واذا رزقك الله فاعطني اياها، اشتغل الرجل بالبيع والشراء ويرجع الى البيت متعبا لاحظ الناس ان الماء صار ينقص ولا ينزل من بيته ماء كثير انشغل باله وفكره بالعمل فالمائة روبية شغلته عن اهله1
حداق وصياد سمك
عن هواية الحداق وصيد الاسماك في مياه الخليج يقول ضيفنا: بعد التقاعد وبعد الانتهاء من العمل الحر اشتريت طرادا وعندي سائق يذهب معي للحداق لصيد السمك وايام الشتاء اباشر الحداق وطرادي في ديوانية الوطية بالقبلة منذ عام 1975وأمارس هواية صيد السمك منذ الشهر العاشر من كل سنة الى الشهر الثالث ومعي الهندي، وفي ايام الشتاء السمك متوافر واعرف اماكن الحداق ولا استخدم الا الخيط ومنذ الصباح حتى المساء.
مزاجي في الحداق صباحا
والمكان الذي كنت اذهب له ليلا كي لا اضيع اذا دخلت البحر اجعل عمارات البر نيشانا ودليلا للعودة ولا توجد عندي اي اجهزة واخرج مع الربع وكل واحد في طراده ونحن مجموعة من الصيادين في شبرة الوطية التي بناها لنا المرحوم الشيخ سعد العبدالله السالم ناديا للصيادين في الوطية على الساحل، ولا ازال اذهب للحداق واكون حريصا على صيد السبيطي والخيط الذي استخدمه يختلف عن خيوط الاسماك الاخرى وكذلك الطعم لا الييم ايضا يختلف واستخدم مصران الدجاج في صيد السبيطي وكذلك صيد الشعم وسابقا اصيد النويبي ولكن تركته.
الخلفان والرياضة
اما هوايته الاخرى وهي ممارسة الرياضة فيقول عنها الخلفان: منذ مرحلة الشباب كنت العب كرة القدم مع الاصدقاء بالحي وكذلك في ملاعب المعهد الديني واذكر بعض الطلبة ممن كانوا يلعبون السلة والطائرة ولكن بالنسبة لهوايتي كانت كرة القدم والمجال ضيق لان ساحة المدرسة في ذلك الوقت صغيرة وبعدما انتقلت الى صلاح الدين كان فيها ملعب كبير لكرة القدم فزاد النشاط والحماس، والتحقت بعد سنوات بنادي القادسية ولعبت في ملاعب الجزيرة ومع نادي المرقاب ولكن كلاعب غير مسجل بالفريق اذكر جاسم المواش كان رئيس نادي المرقاب وهو درجة ثانية وكان ذلك عام 1948 ولكن التحقت معهم عام 1952 وموقع نادي المرقاب بالقرب من مسجد الفليج ونلعب الكرة خلف سور الكويت.
قرب المجاص مكان صناعة الجص خلف سور الكويت، وكان بعض المواطنين يحرقون الأرض فيتحول التراب إلى مادة ترابية بيضاء تستخدم في مسح جدران البيوت، وينقل بواسطة الحمير ويباع على المواطنين. فكنا نلعب هناك لعدم وجود بنايات أحيانا نخرج وندخل من الدروازة «بوابة السور وإذا كانت الأبواب مغلقة ننط ونقفز من على السور إلى جهة المجاص ونرتدي ملابس رياضية خفيفة من نوع «ام سر» وخيطا واحذية من نوع «اللابجين» خط اسود ونشتريها من بهاسين بأسعار قليلة وبسيطة كنت ألعب بنادي المرقاب مع أبناء الفريج، وكانت العارضة والقائم من الخشب العريض، وبعد سنوات من اللعب تعرفت على عبدالله العوضي، وقال: عندنا دورة للتحكيم وكان عضوا في اتحاد الكرة، وكنت أشتغل بالمالية، وقال: عندنا اقتراح من السنة القادمة سنوقف الحكام الأجانب نريد تدريب وتعليم الكويتيين، فالتحقت بالدورة وكان هناك عدد من الحكام حيث التحقت عام 1964، وكان المحاضر محمد لطيف والعشماي.
وكان قبل ذلك الحكام من العرب والأجانب ولم تكن لهم شخصية قوية بالملعب أمام الجمهور فأرادوا تغيير الحكام وتكويت التحكيم، وخاصة أن الحكم الكويتي له مكانته عند الجمهور، المهم التحقت بالدورة وكان معي عدد من الشباب الكويتيين وكان قبلنا دورة وفي نفس الدورة فاروق العوضي ومحمد شعيب وعبدالعزيز السلمي وجاسم عاشور وسليمان الخلفان وجواد عاشور وذلك عام 1964، وكان أول تحكيم بين العربي واليرموك على ملعب النادي العربي القديم بالدسمة حاليا ثانوية بيبي السالم وكان الفريقان تحت سن الثانية عشرة وكنت حكما أول بالملعب، وقد فاز بها العربي 2/1 على اليرموك، وكانت المدرجات من الخشب وحضر جمهور لا بأس به وكان حكم العربي بلغاريا واليرموك أحد لاعبيهم وقد حضر فريق اليرموك من فيلكا.
أما الدورة الثانية التي التحقت بها فقد أرسلنا إلى الإسكندرية وعقدت دورة التحكيم هناك واخرون إلى لندن.
البداية أعطوا لكل حكم مائة وخمسين دينارا وكان يوسف سويدان رئيس المجموعة وعددنا خمسة وعشرون حكما سافرنا إلى الإسكندرية وسكنا في سكن الاتحاد السكندري ولمدة شهر، والسكن كان داخل السوق، الدورة على فترتين في الصباح محاضرات وبعد العصر تلعب على ملاعب الاتحاد السكندري وأذكر المحاضرين محمد لطيف والعشماوي وهما اللذان كانا يحاضران في الكويت، وكانت المحاضرات شاملة كل ما يواجهه الحكم في الملعب وأصعب نقطتين يواجههما الحكم هما أن يكون غير متردد في اتخاذ القرارات في الملعب مثلا قبل طرد اللاعب على الحكم أن يتأكد من الخطأ وخلال ثوان عليه أن يتخذ قراره من دون تردد ولا يتراجع عن قراره، وبالنسبة للصفارة فعلى الحكم أن يمسك الصفارة بيده، التحكيم صعب جدا ومن القرارات الصعبة ضربة الجزاء وطرد اللاعب فهما أصعب نقطتين عند الحكم يتخذ فيهما قراراته.
وبعد شهر في الاسكندرية حصلت على دبلوم تحكيم ولكن قصروا معنا، البداية أعطونا مائة وخمسين دينارا، على أمل ان يعطونا مائة وخمسين دينارا ولكن لم يصدقوا معنا ولم يعطونا ولم يوفوا بالوعد ولم نحصل على مائة وخمسين دينارا.
طبعا حصلت على إجازة كان براك المرزوق وعبدالحميد حسين قد تخرجا في مصر ومعهما فجحان هلال المطيري وعبدالمطلب الكاظمي، وعينوا في المالية وكنت يومئذ موظفا في المالية وحصلت على إجازة وسافرت الى الإسكندرية وبعد 3 سنوات عملت حكما وتركت التحكيم ولم أحصل على شهرة كبيرة ويوسف سويدان كان الرئيس، وجبر الجلاهمة وعبدالرحمن البكر والبناي وعبدالسلام الياقوت ومحمد المجلي وشاركت معهم بالتحكيم، واذكر حكمت في مباريات بين أندية النصر والعربي واليرموك والفحيحيل واذكر ان من الحوادث على ملعب الفحيحيل ان د.عبدالعزيز رشيد كان من رواد الديوانية التي كنت أذهب اليها والتقي معه فيها وصارت صداقة بيننا ومن ضمن الحدث ان قلت غدا عندي تحكيم مباراة على ملعب نادي الفحيحيل كان عنده كلب صغير «بچي» وحضر المباراة وكنت الحكم في منتصف الملعب، أثناء المباراة أدخل الكلب الى داخل الملعب وأوقفت المباراة، من الشروط ان الحكم لا يحق له توقيف المباراة اكثر من 15 دقيقة، المهم باشرنا اللعب بعد طرد الكلب، وفي الليل ذهبت الى الديوانية ورواد الديوانية يضحكون، خير إن شاء الله، فقالوا عن المقلب الذي عمله د.عبدالعزيز رشيد كانت المباراة بين الفحيحيل والنصر على ملعب الفحيحيل.
وايضا من الحوادث كان عندي تحكيم على ملعب النصر بين العربي والنصر وصار فيه تعادل وعندنا حسين بوحمد بالمالية وقال غدا في المالية وكان متعلقا بالشبك مع الجمهور وكان محتجا على ضربة الجزاء ويصرخ بأعلى صوته وقال تخاف من العربي وكان البلنتي صح لكن الجمهور يريد ان يحتج حسب فريقه. قديما كانت الأرض صلبة وغير مزروعة وكان اللعب ايضا فيه خشونة ولكن ليس مثلما نشاهد حاليا.
آخر الحديث أقول للرياضيين: القعدة والديوانية مع إحراز البطولات ما يصير، يجب الاهتمام بالرياضة، مارادونا ما ينام إلا والكرة بيده وذلك حبه للكرة اعطها تعطيك، اللاعب ما يجب عليه السهر لا نريد التراجع في اللعب، على الشباب ان يعطوا بلدهم الكثير مثلما أعطاهم.