بقلم: يوسف عبد الرحمن
[email protected]
مهرجان أدنبره السنوي العالمي في اغسطس فعالية يتمنى الجميع حضورها لانها وضعت خارطة طريق سياحية لكل دول اوروبا، ففي هذا الشهر تستقبل اسكتلندا حوالي عشرة ملايين سائح من مختلف اقطار العالم.
اليوم اسكتلندا تمارس سياحتها عبر عاصمتها ادنبره، واليوم الاسكتلنديون يعيدون لبريطانيا العظمى وهج السياحة لأنهم يسمون مهرجان ادنبره (فرنج)!ما قام به المؤسسون لهذا البرنامج السياحي ليس وليد اليوم وانما يعود لفكرة طرحها المؤسسون بعد الحرب العالمية الثانية لإحياء واثراء الجانب الثقافي في الانسان، بحيث يتوافر لروح الانسان منبر لإظهار القدرات والهوايات والابداعات فكان هذا المهرجان العالمي.
يقام هذا المهرجان السنوي في شهر اغسطس في شارع «رويال مايل» الشهير منذ عام 1947م.
يقول سائق التاكسي الذي اقلني من محطة «ويفرلي» للقطار في مركز المدينة واسمه وليم: يا صديقي، sunny day is a happy day أي يوم مشمس هو يعني يوم سعيد.
وقتها كان المطر غزيرا وانا فرحان وهو زعلان وربما هذه واحدة من اختلافاتنا معهم!إدنبره السياحيةهي عاصمة اسكتلندا في المملكة المتحدة وتعتبر ثاني اكبر المدن الاسكتلندية سكانا والسابعة على مستوى بريطانيا، وتقع جنوب شرق اسكتلندا على
الشاطئ الشرقي للحزام المركزي بالقرب من بحر الشمال.
تعيش ادنبره خلال شهر اغسطس احلى ايامها اذ يتوافد عليها ملايين السياح من كل اصقاع الارض والبلدان وتعتبر «عاصمة التنوير» في عصر التنوير والثورة العلمية والثقافية في اسكتلندا ولها تاريخها وقلاعها الشهيرة وتقاليدها العريقة، وقد صنفت اليونسكو هذه البلدة (القديمة والحديثة) ضمن مواقع التراث العالمي في عام 1995، حيث يوجد بها اكثر من 4500 مبنى اثري وقد وصل عدد سكانها الى اكثر من 480 ألف نسمة ويعتبر مهرجانها واحدا من ابرز الأحداث في العالم الاوروبي، خاصة معرض الكتاب، ويقال ان العشرة ملايين سائح هم على مدار العام، بينما شهر اغسطس وحده يستقبل اكثر من مليون سائح وهي الوجهة السياحية الثانية في المملكة المتحدة بعد لندن.
استفتاء التليغراف
اعلنت صحيفة تليغراف البريطانية واسعة الشهرة انها اجرت استفتاء اخذت فيه رأي نحو 100 الف قارئ حول افضل البلاد والمدن ومنظمي الرحلات في العالم، وقد جاءت نيوزيلندا على انها افضل دولة وحازت كيب تاون افضل مدينة دولية، اما بالنسبة للمدن
البريطانية فقد نشرت الصحيفة تقريرا مصورا لأفضل 10 مدن بريطانية فحصدت ادنبره عاصمة اسكتلندا المركز الاول للمرة الثانية على التوالي.
تحقيقات «الأنباء»
يذكر القارئ الكريم أنني كتبت في صيف العام الماضي عدة تحقيقات وتقارير عن بريطانيا، ومنها على سبيل المثال لا الحصر التحقيقات التالية عن اسكتلندا:
إدنبره.. عاصمة لا تهدأ
الرابط:
http://pdf.alanba.com.kw/pdf/2016/08/07-08-2016/34.pdf
هذه غلاسكو.. This is Glasqow
الرابط:
http://pdf.alanba.com.kw/pdf/2016/08/10-08-2016/31.pdf
قبائل «التنانير» الاسكتلندية عراقة أنساب
الرابط:
http://pdf.alanba.com.kw/pdf/2016/08/20-08-2016/15.pdf
واليوم أحاول أن أنقل إليكم الوجه الحضاري لاسكتلندا اضافة الى كونها واحدة من البلدان الاوروبية التي تعتز بتاريخها وتقاليدها، وكل من يقرأ ما كتبت العام الماضي يعي ان اسكتلندا تشكل رقما صعبا في الامة البريطانية.
ان التنانير التي يلبسها الاسكتلندي وتثير الضحك لدينا انما هي اصول وأعراق وأنساب، وتسمى «الكيلت»، ويملكون فيها براءة اختراع وموروثا شعبيا يميز كل قبيلة وعائلة.
المشاغبة الاسكتلندية
بريطانيا العظمى توحدت منذ عام 1750م حتي 1980 وتعيش علاقات مستقرة، ثم ظهرت الخلافات والاستفتاءات لتبدأ معها معارك التغيير واثبات الهوية والدولة الحديثة متعددة الثقافات، ولهذا تجد الاسرة الاسكتلندية يوم التصويت يلبس الرجال «الكيلت» التنورة لإظهار الروح الوطنية خاصة الشباب، فيما يمارس كبار السن التصويت بطرقهم الخاصة، فهم وراء الشباب، وفي قضية الانفصال عن بريطانيا سيظل كبار السن متمسكين بصناديق التصويت وبطريقة سلمية، وسيظل وجود مطارات دولية في إدنبره وغلاسكو مطلبا شبابيا حتى يتحقق لهم ذلك، وهذا واحد من الامور الشائكة والمختلف عليها مع الانجليز لأن الطائرات تحط في مطارات انجلترا فقط!نجومية إدنبرهتعتبر ادنبره اليوم العاصمة الاوروبية التي تقود برنامجا حافلا بكل الفعاليات الثقافية من الارث الاسكتلندي والتطور الاوروبي، ودمج كل هذا في نسيج سياحي يقدم أنموذجا حضاريا لشعوب العالم كي تشاهد التاريخ والعلم والهوايات والإبداع الإنساني في مكان واحد وبعروض مختلفة،
وهناك عوامل ساعدت على هذا البروز منها «الإنسان الاسكتلندي» الذي يحاول ان يكون ودودا ومتفاعلا مع كل الزوار ليعطي الأثر المرتقب في نفوس كل هؤلاء الذين قصدوا بلده ليستمتعوا بالبرنامج السياحي الذي ينتظرهم.
تستحق الزيارةتستحق اسكتلندا ان تضيفها في اجندتك من حيث الاولوية في الزيارة الاوروبية القادمة، فهي باردة صيفا وأمطارها يومية، كما أنها اليوم تتفوق على كل مدن العالم ببرنامجها الحافل، فأنت ستجد كل متطلباتك.. تريد التاريخ؟ هم يملكون تاريخا حافلا بالانتصار، والدليل هذه القلاع الشامخة التي تزورها وتجد فيها تاريخهم «يحچي» وهم ليسوا مثلنا يزيلون التاريخ ويزيفونه! أما إذا أردت العروض المسرحية والموسيقية والكتاب وكل ما هو جديد، فهم يقدمونه لك خلال شهر أغسطس.
وأنا أنصحك بزيارتها لأنها «أرخص» بكثير من لندن، وسوف تجد فيها كل ما تتمناه، فهي المدنية ذات البريق الذي لا يقاوم ولا يوصف.
على أمل أن أنقل إليكم كل ما يتعلق بغلاسكو.. فتابعونا.
إقرأ أيضا