ها نحن نعود من جديد لنقرر ونختار خمسين نائبا نضع فيهم طموحاتنا وطموحات الشعب الكويتي، الكبير منه والصغير، من له حق التصويت ومن ليس له هذا الحق بعد، فهل سنكون على قدر المسؤولية ونختار «صح» ونضع ثقتنا فيمن يستحق فعليا هذه الثقة؟
كثيرا ما نسمع اعتراضات من الناس على أداء المجالس البرلمانية المتتالية بشكل عام، وكأن النواب ليسوا اختيارنا نحن المواطنون، أو كأنهم هبطوا على المجلس بالبراشوت، فمهما كان أداء النواب.. علينا الاعتراف بأننا من أوصلناهم إلى المقاعد الخضراء في مجلس الأمة.
إننا اليوم أمام مستقبل وطن، نحن من يحدده ومن يضع اللبنة الأولى في أساساته بأصواتنا.
ولذلك علينا أن نكون حريصين على المشاركة جميعا في الانتخابات ولا نتراخى عن الذهاب لصناديق الاقتراع، أو نستمع لأي صوت من الممكن أن يطالب بمقاطعتها، علينا أن نحاسب المقصر ولا نعيد انتخابه وندعم المجيد ونعطيه أصواتنا.. بالإضافة إلى إعطاء الفرصة لوجوه جديدة، من أجل الكويت علينا أن نحسن الاختيار فمصلحة الوطن فوق الجميع.
عندما اختار الشعب الكويتي المجلس التأسيسي عام 1961، تشكل المجلس من رجال دولة مخلصين، أتمنى أن نضعهم أمام أعيننا هؤلاء الذين وضعوا دستور الكويت، تلك الهامات التي نقدرها، ولذلك علينا أن نختار رجال دولة صادقين قادرين على صناعة كويت جديدة، قادرين على الدفع بالمشاريع التنموية الكبرى.
إنني أتمنى أن تقتلع جذور الفساد، وأن يقضى على سراق المال العام، وأن ندفع بقطار التنمية إلى الأمام، أتمنى أن أرى في الكويت 10 جامعات جديدة تواكب التطور العالمي في التعليم، وأن يكتمل الميناء الحلم «ميناء مبارك»، وأطمح إلى تطوير الجزر وتنفيذ طريق الحرير، إنني أرغب في أن أترك سيارتي وأركب المترو الذي لم ينفذ رغم وجوده في الخطة التنموية منذ سنوات تعبنا من كثرة عددها.
الكويت يا سادة دولة عظيمة بشعبها وحكامها، وبدأت نهضتها قبل جميع دول المنطقة، ويحزنني أن منارة الخليج ولؤلؤتها سبقتها بعض الدول التي كانت خلفها بأميال، والتساؤل هنا: هل تعود عروس الخليج تتلألأ بمشاريع كبرى تضعها من جديد في مقدمة الدول؟
بالتأكيد فالكويت تستحق، ولذلك علينا أن نحاسب أنفسنا أولا ثم نحسن الاختيار، فالصوت ليس أمانة فقط، بل هو مستقبل وطن.
المرأة والانتخابات: بالرغم من ترشح عشرات السيدات في الانتخابات البرلمانية منذ عام 2006 وحتى الآن إلا أن وصول المرأة إلى المجلس لا زال مخجلا، ورغم أن المرأة أكثر من نصف المجتمع ورغم أن أصوات النساء تقريبا تتساوى مع أصوات الرجال إلا أن بين الخمسين عضوا لا ينجح سوى امرأة أو اثنتين، فهل المرأة لا تساند المرأة وتأبى أن تعطيها صوتها؟ وهل ما زال الرجل الكويتي رافضا فكرة أن تمثله امرأة في البرلمان؟
والتساؤل هنا: هل ستتغير المعادلة وتكسر المرأة الرقم القياسي السابق الذي حققته في انتخابات عام 2009 وتصل البرلمان بعدد يزيد على العدد السابق (4 سيدات) في مجلس 2020؟
كلمة راس: المال السياسي يشوّه الصورة ويجعلها قاتمة... ظاهرة تظهر في الانتخابات ويجب علينا جميعا محاربتها ومحاربة مستخدميه إذا أردنا حقا الإصلاح.