بين ليلة وضحاها، تحول النواب الحكوميون الناطقون منهم أو الصامتون إلى مؤيدين للخطاب المعارض في انتخابات 2020 وبشكل مفاجئ!
وبعض من كان عصاه بيد السلطة لضرب كل صوت معارض وعلى مدى سنوات صار اليوم يضع اللوم على الحكومة وينتقدها ويجرحها ويطالبها بالإصلاح، ويهاجم الصوت الواحد، ويتوعد الفساد وأهله، ويطالب الوزراء بالتمسك في القانون، وكأنه ليس من الذين كانوا يدافعون عن إخفاقات الحكومة في الأمس القريب ويذودون عنها!
هذا المشهد المتقلب والمتغير والمتلون يذكرنا بما حدث قبل 4 سنوات في فترة انتخابات 2016 عندما يتسابق المرشحون للقسم بأغلظ الأيمان بشأن انتخابات رئاسة مجلس الأمة.
وطبعا شاهدنا جميعا انعكاس تلك الموجة الجماهيرية على انتخابات الرئاسة، فلم يقصر النواب عندما أوفوا بوعودهم، وفاجأوا الجميع بالتزامهم بالوعد الذي اقتطعوه أمام ناخبيهم عندما جاء التصويت بنتيجة تاريخية لكن بطريقة عكسية لصالح من أقسموا بأنهم لن ولم يصوتوا له، ورسبوا في الاختبار منذ جلستهم الأولى.
مخادعون، مراوغون، كاذبون، متسلقون، قولوا فيهم ما تشاؤون، فهم كل ما سبق ولن يتغير من الواقع شيء، وليس ذلك بالمهم، المهم هو ألا نسمح لهم بأن ينجحوا في الرهان على ذاكرتنا بأنها سريعة النسيان، ولا نمكنهم من خداعنا، ونمنعهم من التسلق على ظهورنا مرة أخرى.
علينا أن نتعلم من دروس المجلس الماضي كي لا نقع في ذات الخطأ مرة أخرى، ونتذكر أن الوطن والمجتمع والحاضر والمستقبل كان ضحية وثمنا لكراسيهم التي أجلسناهم عليها!
علينا ألا نصدق كل ما تسمعه آذاننا، ولا جميع ما تراه أعيننا، ونترك الأمر للعقل، فباستعمال العقل تتزن وتحسم الأمور.
وما علينا إلا أن نرجع إلى مواقف نوابنا السابقين، لنعرف ما إذا كانوا قد صدقوا ما عاهدوكم عليه وكانوا بالفعل رجال دولة أم إنهم باعوكم في أول جلسة كما حدث في انتخابات الرئاسة الأخيرة.
نعم نحن شعب طيب وعاطفي ومرهف الإحساس ورقيق الشعور، لكن يجب ألا نتسامح مع من يتعامل معنا باستغباء!
افتحوا مدارك عقولكم قبل آذانكم وأعينكم، فقد دفعنا الثمن باهظا، ولدينا فرصة في الخامس من ديسمبر 2020 لإيقاف كل هذا العبث عبر اختيار المرشحين الصادقين الذين تتحدث أفعالهم عنهم.
أستحلفكم بالله أن تحاسبوهم حسابا عسيرا، ولا تفسحوا المجال للمتلونين أن يدخلوا إلى مجلس الأمة مرة أخرى.
[email protected]