أثار استهداف مطار عدن الذي أوقع عشرات القتلى والجرحى بالتزامن مع وصول الطائرة التي تقل الحكومة اليمنية الجديدة، ردود فعل عربية ودولية غاضبة ومنددة.
وتضاربت المعلومات حول عدد الضحايا، حيث اعلنت وزارة الصحة مقتل 22 شخصا على الاقل في «الحصيلة الأولية». وبحسب مصادر امنية، فإن الانفجار قد وقع داخل صالة مطار عدن قبل نزول الوزراء من الطائرة، مشيرة إلى وقوع عدد كبير من القتلى من بينهم نائب وزير النقل في عدن ومسؤول آخر محلي إضافة الى مدنيين ورجال أمن، ومن بين الجرحى ممثلة الصليب الاحمر، بينما لم يصب أي من أعضاء الحكومة اليمنية بأذى، وتم نقلهم إلى قصر المعاشيق في عدن بعد الانفجار. وأكدت المصادر أن الانفجار كان ضخما وصاحبه إطلاق نار، مشيرة إلى أن هناك طائرة مسيرة «درون» استخدمت في الهجوم.
وقال معين عبد الملك، رئيس الحكومة اليمنية على حسابه الرسمي على موقع تويتر: «نحن وأعضاء الحكومة في العاصمة المؤقتة عدن والجميع بخير، العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف مطار عدن جزء من الحرب التي تشن على الدولة اليمنية وعلى شعبنا العظيم، ولن يزيدنا إلا إصرارا على القيام بواجباتنا حتى إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة والاستقرار».
كما حمّل وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، معمر الإرياني، ميليشا الحوثي المسؤولية عن الهجوم الذي استهدف مطار العاصمة المؤقتة عدن.
وأكد الإرياني، في تغريدة نشرها على حسابه في «تويتر»، عدم وقوع إصابات بين أعضاء الحكومة الجديدة جراء الهجوم الذي استهدف المطار عقب وصولهم إليه، واصفا الاعتداء بـ«الهجوم الإرهابي الجبان». ووصلت الحكومة اليمنية الجديدة إلى عدن بعد أيام من أدائها اليمين أمام الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في السعودية.
وتوالت ردود الفعل العربية والدولية على الانفجار، حيث أدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د.نايف الحجرف، في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية «واس»، الهجوم معربا عن استنكاره الشديد لهذا العمل الإرهابي الذي يستهدف أمن واستقرار اليمن وسلامة شعبه، معبرا عن خالص تعازيه ومواساته لأهالي الضحايا، وتمنياته للمصابين بالشفاء العاجل، مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه محاسبة الجهات التي تقف وراء هذا الهجوم الذي يهدف لعرقلة كل الجهود الدولية والمسارات لإنهاء الأزمة اليمنية وتحقيق الأمن والاستقرار في أرجاء اليمن.
وأكد الأمين العام وقوف مجلس التعاون مع الحكومة اليمنية وهي تبدأ ممارسة أعمالها الدستورية من العاصمة المؤقتة عدن، ودعمها في تحقيق تطلعات الشعب اليمني الشقيق، وتعزيز الأمن والاستقرار والتنمية، والتوصل إلى حل سياسي وفق المرجعيات في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن الدولي 2216.
وقال السفير السعودي في اليمن محمد ال جابر ان استهداف الحكومة اليمنية عند وصولها مطار عدن عمل إرهابي جبان يستهدف كل الشعب اليمني وأمنه واستقراره وحياته اليومية، ويؤكد حجم الخيبة والتخبط التي وصل لها صانعو الموت والتدمير نتيجة نجاح تنفيذ اتفاق الرياض وتشكيل الحكومة اليمنية ومباشرتها للبدء في مهامها لخدمة الشعب اليمني.
وأدانت وزارة الخارجية المصرية الهجوم. وأكدت في بيان موقف مصر الثابت من دعم ومساندة اليمن في نضاله لاستعادة الأمن والاستقرار وتحقيق تطلعات الشعب اليمني الشقيق ومواجهة كل صور الإرهاب وداعميه.
كما أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بأشد العبارات التفجير، ونعى الضحايا، متمنيا السلامة للجرحى. وشدد أبو الغيط، في بيان امس، على يد أعضاء الحكومة الجديدة ورئيسها الذين يقومون بمهمة شجاعة في وقت بالغ الصعوبة من أجل تخفيف معاناة الشعب اليمني.
من جهته، أدان رئيس البرلمان العربي عادل العسومي، التفجيرات الإرهابية«الجبانة» التي نفذتها ميليشيا الحوثي الانقلابية في مطار عدن امس، مؤكدا في بيان له أن وقوع هذا الهجوم الإرهابي «الجبان» بالتزامن مع وصول الحكومة الجديدة بعد تشكيلها تنفيذا لاتفاق الرياض، يكشف عن الأهداف الخبيثة لميليشيا الحوثي الانقلابية والنظام الإيراني الداعم لها في إفشال الإنجاز الذي تم التوصل إليه مؤخرا بشأن تشكيل الحكومة الجديدة ومن قبله تنفيذ الشق الأمني والعسكري في اتفاق الرياض. وشدد رئيس البرلمان العربي على أن هذه التفجيرات الإرهابية الجبانة لن تثني الحكومة اليمنية الجديدة عن بدء عملها ولن تنال من قدرتها على التصدي بكل حسم لميليشيا الحوثي الانقلابية وإحباط كل مخططاتها الإرهابية الرامية لنشر الفوضى والتخريب وعدم الاستقرار في اليمن.
كما أدان المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفث الهجوم بشدة قائلا، ان العمل العنيف غير المقبول يؤكد أهمية عودة اليمن لطريق السلام.