ناجي شربل
تحول فيديو نشره المؤلف الموسيقي والمسرحي أسامة الرحباني على حسابه على «إنستغرام» حديث الناس في لبنان وبلاد الانتشار، مع رحيل عمه إلياس الرحباني.
الفيديو من حفل يعود إلى أواخر تسعينيات القرن الماضي في مسرح «شاتو تريانو» على اوتوستراد الزلقا ـ جل الديب (شرق العاصمة بيروت)، وفيه اختتم منصور الرحباني حفلا تكريميا لشقيقة الأصغر الياس.
وقف منصور الرحباني يقرأ مما كتب مستندا إلى بيانو، تاركا عصاه في عهدة إلياس. تحدث عن شقيقه الأصغر «الذي ظل يتكاسل في المدرسة حتى صار عبقريا».
منصور الرحباني يدرس في انفراده بتطويع الكلمة. هو القادم وشقيقه عاصي الذي رحل في يونيو 1986، من فقر مدقع جعلهما يواجهان يوميا تأمين اليوميات، مشيرا إلى تأخر الفرج، ومشبها أيام الفقر بأنها تمر بطيئة كمسيرة السلحفاة، مسيرة انتهت بفتح الأخوين الرحباني صفحة مجيدة في تاريخ هذا الشرق.
كلمات منصور أعادت الى الأذهان حكاية ذلك الرجل الذي طوع الكلمة وكتب وظل يكتب ويقرأ حتى رحيله في 13 يناير 2009.
لكنه لم يرحل إذ ترك روائع في كل ما كتب ونطق. من دور «بشير المعاز» في فيلم «بنت الحارس»، حيث وقف بكل هيبة متحديا الجميع بعبارة شهيرة «الرجال يطلع ع الجرد».
من تلك النبرة الى كلمات حفرت التاريخ اللبناني، وكان ذنبه الوحيد وشقيقه عاصي، انهما أخفقا في نقل صورة لبنان الحلو من المسرح الى أرض الواقع!
الاستاذ منصور، او منصور كما يتحدث عنه نجله الأصغر أسامة، حضر بقوة مع غياب شقيقه الياس، وكان كالعادة أكبر من الحكاية.