بيروت ـ أحمد عز الدين واتحاد درويش
«كورونا» المتفلت من كل قيد والمتجاوز كل السقوف على مساحة الكرة الارضية، خطف أمس النائب والوزير السابق جان عبيد الذي توفي عن عمر 82 عاما بعد صراع مرير مع الفيروس.
عبيد رجل الاعتدال والحوار والديبلوماسية الخلوقة كان على مسافة واحدة من الجميع، حافظ على ثقة حلفائه ولم يفقد احترام خصومه، كان مرشحا دائما للرئاسة، وشغل منصب وزير مرتين، وكان وزيرا للخارجية بحكومة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في عهد الرئيس اميل لحود وخالف تعليماته لأنها لم تتوافق مع قناعته، دخل الندوة البرلمانية عدة مرات آخرها في انتخابات 2018.
بدأ حياته صحافيا في مقتبل العمر مما فتح له الباب امام فهم السياسة التي تقوم على الجمع لا التفريق ثم تزوج من ابنة قائد الجيش السابق اميل بستاني، عمل مستشارا لرئيسي الجمهورية الياس سركيس وامين الجميل، وشارك في مفاوضات إلغاء اتفاق 17 مايو بين لبنان واسرائيل ومن بعدها في مؤتمر الحوار في جنيف لإنهاء الصراع في لبنان.
نعاه عدد من الرؤساء والوزراء والنواب، بينهم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة حسان دياب الذي قال: فقد الاعتدال من بوصلة لطالما كانت تشير الى حقيقه ان اللبنانيين محكومون بالعيش الواحد. نفقد مفكرا كبيرا تبحر في الدين والسياسة والعروبة والتاريخ.
الرئيس ميشال سليمان قال: نفتقد ركنا أساسيا من اركان الحوار وصورة مشرقة من صور اطلالاته على الخارج وعلاقاته بالمجتمعين العربي والدولي.
الرئيس نجيب ميقاتي رئيس اللائحة والذي ترشح معه في الانتخابات الأخيرة قال: شخصية عريقة رسخت نهجا فريدا في الديبلوماسية السياسية برصانة الكلمة والموقف، شخصيتك المحبة ومساعيك دائما للتوافق والتقريب وبلسمة جراح وطنك الحبيب.
وقال جنبلاط: رحل آخر الحكماء عن لبنان الغارق وسط غابة التوحش والاغتيال، رحل جان عبيد صديق كمال جنبلاط وفلسطين.
وكان قد طرح اسم جان عبيد لرئاسة الجمهورية عام 1990 بعد اغتيال الرئيس رينيه معوض برغبة من السوريين، لكن الأمور لم تصل الى خواتيمها السعيدة، ويؤكد العارفون ان ابعاد هذا الكأس عن عبيد كان بسبب ان الأخير كان أكثر ميلا الى الرئيس الياس الهراوي منه الى الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
ودخل عبيد الحياة النيابية عام 1991 وعين نائبا عن الشوف، وانتخب نائبا عن الشمال وتحديدا عن طرابلس في دورات 1992،1996، 2000، وعين وزيرا للدولة في حكومة الرئيس رفيق الحريري الأولى عام 1993، ثم وزيرا للتربية الوطنية وللشباب والرياضة ما بين عامي 1996 و1998، ووزيرا للخارجية والمغتربين في عام 2003 وعين في العام 1978 مستشارا لرئيس الجمهورية الياس سركيس، حتى نهاية ولايته عام 1982.
ـ شارك في مؤتمر جنيف خلال الحرب الأهلية.
ـ عين نائبا في العام 1991 عن المقعد الماروني في الشوف.
ـ انتخب في العام 1992 نائبا عن طرابلس، وأعيد انتخابه في دورات أعوام 1996 و2000 عن نفس المقعد.
ـ شارك بانتخابات عام 2009 كمرشح مستقل، لكنه لم يحقق النجاح.
ـ انتخب في العام 2018 نائبا عن المقعد الماروني في طرابلس.