أسامة دياب
قال سفير الجمهورية اليمنية لدى البلاد د.علي منصور بن سفاع إن الحكومة اليمنية، تدعو المجتمع الدولي لتغيير أسلوبه في التعامل مع الميليشيات الحوثية، بعدما تكشفت مراوغتهم وتضليلهم للأمم المتحدة وللمجتمع الدولي بشأن أزمة خزان صافر، فقد جاء في بيان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك بتاريخ 2 فبراير الجاري تراجع الميليشيات الحوثية عن موافقتها الرسمية بوصول فريق فني الى الخزان، وأن الجدول الزمني لنشر الفريق غير مؤكد ومرتبط بموافقة الحوثيين.
وتابع: لقد أصدرت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين بيانا اشارت فيه الى ان الحكومة اليمنية حذرت مرارا من مماطلة الميليشيات الحوثية الإرهابية وتلاعبها بهذا الملف الخطير واستخدامه للمساومة وابتزاز المجتمع الدولي دون اكتراث للتحذيرات والعواقب الناجمة من أي تسرب وشيك لأكثر من مليون برميل من النفط وتأثيراته البيئية والاقتصادية والإنسانية الوخيمة على اليمن ودول المنطقة والملاحة الدولية.
وأضاف: بعد مرور ثمانية أشهر من النقاشات بين الأمم المتحدة والحوثيين، فوجئ المجتمع الدولي بمماطلة الحوثيين وتنصلهم مما تم الاتفاق عليه في جلسة مجلس الأمن الطارئة بشأن خزان صافر بتاريخ 15 مايو 2020، بإرسال فريق فني تابع للأمم المتحدة من أجل تنفيذ التقييم والصيانة الأولية للخزان، تمهيدا لتفريغه حيث إن بقاءه على هذه الصورة منذ سنوات وبدون صيانة ينذر بوقوع كارثة من أكبر الكوارث البيئية والإنسانية بالمنطقة والعالم. وليس مستغربا للحكومة اليمنية، التي تعي جيدا أن تلك الميليشيات الإرهابية وبتوجيهات من مسؤول النظام الإيراني بصنعاء حسن ايرلو، تستخدم الخزان كرهينة وقنبلة موقوتة لابتزاز الإقليم والمجتمع الدولي خدمة لأجندة ايران التدميرية.
وأضاف السفير اليمني: تجدر الإشارة في هذا الصدد الى بعض الحقائق التالية:
ـ ترسو سفينة صافر العائمة قبالة ميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة وتبعد عن المرفأ النفطي غرب اليمن نحو 4.8 أميال بحرية، وتحتوي على مليون ومائة واربعين الف برميل من النفط الخام، ولم يجر للسفينة صيانة منذ سنوات، وعطلت الميليشيات أعمال الصيانة الدورية التي اعتادت «شركة صافر» إجراءها، لذا فإن هناك كارثة بيئية محتملة قد تنتج عن أي تسرب نفطي أو انفجار «الخزان النفطي العائم صافر» نتيجة لرفض الحوثيين اجراء أعمال الصيانة وترك الخزان عرضة للتلف.
ـ خطر تسرب النفط يزداد مع مرور الوقت نتيجة لظهور مؤشرات على تحلل هيكل السفينة وباتت السفينة مهددة بالانفجار في أي لحظة بسبب الغازات المتصاعدة من النفط الخام وتوقف المولدات والغلايات المنتجة للغاز الخامل الذي يحول دون حدوث تفاعل كيميائي قد يؤدي الى حدوث الانفجار.
ـ تحذر التقارير الدولية من أن النفط المخزن في السفينة في حال تسربه سيغطي مساحة 939 تريليون متر مربع، ما يعني أن آثار الكارثة البيئية ستتجاوز البحر الأحمر وتمتد لتشمل البحار المجاورة مما يجعل من الصعب معالجة الآثار الكارثية لذلك، وسوف يؤدي انفجار الخزان الى حدوث أزمة بيئية تقارب أربعة أضعاف حجم تسريب النفط في إكسون فالديز (الاسكا 1989) وسينتج عن ذلك آثار بيئية وبيولوجية عالمية.
ـ قامت الحكومة اليمنية بإرسال عدد من الرسائل للأمين العام وطلبت إرسال فريق فني أممي لتقييم الاضرار في الخزان تمهيدا لإجراء الصيانة اللازمة له، وتم إرسال فريق لتقييم وضع الخزان الا أن الحوثيين عرقلوا وصولهم الى اليمن.