في نفس الوقت الذي اختلط فيه الفزع والخوف والارتعاش واضطربت الروح والنفس على مصيرها ومصير صغارها كانت هذه الهواجس تراودها بالتأكيد، لكن «الجزار» لم تحرك تلك الرعشات قلبه وجوارحه وهو يغرس خنجره داخل أحشائها وصدرها بطعنة نافذة وربما كررها عدة مرات ثم أجبرته وحشيته على تركها مضرجة تنازع الرمق الأخير بوحشية بمركبتها ولاذ بالفرار.
بدم بارد ذهب يداري سوءته دون شعور بألم أو خوف لأنه فاقد الوعي والضمير، شيطان الغدر المتلبس بقناع الخطف تاركا بصمات جريمته خلفه رهن يد العدالة التي نطالبها بإحقاق الحق وتطهير ثوب الوطن من رجس هذا الشيطان المجرم الغادر وإنصاف المغدورة التي راحت ضحية أكبر جريمة غدر سالت دموعها ودماؤها بكل حزن وخوف من الغدر القادم بحق «فرح» وتضامن أهل الوطن مع الحق الذي ننشده ومطالبة العدالة بالقصاص لدموع ودماء «فرح» ليتحقق الردع لكل من تسول له نفسه زعزعة أمن وأمان المجتمع والوطن بنزواته الشيطانية في مثل هذه الأيام المباركة وبهذا الشهر العظيم!
نعم لن يكون هناك «صبحي» آخر يستقر في أمان وأمن الوطن حتى تتحقق عدالة السماء وترصد تطبيق القصاص بحق «صبحي» شيطان نزوة الغدر، والذي لم يشعر بحرارة وحرقة دماء ودموع «فرح» التي لطخت جسده ويده وثيابه وكأنها كقلبه ودمه البارد.
إن هذه الجريمة البشعة بكل ما حملته من صدمة ليست جريمة خطف وقتل فحسب، بل ناقوس خطر يستنهض كل مؤسسات الدولة للوقوف على أسباب انتشار هذه الظواهر الخطيرة في المجتمع، نقرع الجرس ونوجه نداءات لكل المعنيين كل في اختصاصه ودوره بخطورة تزايد ظواهر العنف والإيذاء الجسدي الآخذة في الانتشار، لاسيما بين الشباب!
واأسفاه على «فرح» وصغيراتها، وحتى تستقر نفوسهم ويهدأ روعهم ويخف ألمهم لابد من القصاص ممن أزهق روح والدتهم المغدورة دون وازع وإحساس وضمير! فهل تنصف العدالة غدا حقوقنا وحق أهلنا وأهل فرح لتطفئ ساحة الإرادة غضب الناس والشارع بالانتقام من شياطين جرائم الجشع والابتزاز؟!