- الفصائل الفلسطينية توجّه ضربات نوعية.. والاحتلال يزرع الدمار في غزة
ثلاثة أيام من الحرب، دفعت غزة والأراضي المحتلة خلالها ثمن مساندتها للقدس في وجه محاولات التهويد وتهجير سكانها الأصليين لإحلال المستوطنين مكانهم لاسيما في حي الشيخ جراح الجريح.
ووسط دمار واسع طال القطاع لم يتوقف عداد الشهداء عن الارتفاع كما عداد المصابين، فيما الغارات الإسرائيلية لم تهدأ طوال يوم أمس، انضمت إليها المدفعية الثقيلة، ومن لم يقصف بالطائرات والمروحيات والمدفعية، قصفته البوارج الحربية قبالة القطاع المحاصر.
فقد شنت إسرائيل مئات الضربات الجوية طوال يوم أمس، في أعنف هجوم من إسرائيل منذ حرب عام 2014 في غزة، مما أثار قلقا دوليا من أن يخرج الوضع عن السيطرة.
اغتيال قيادات
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن تنفيذه «عملية معقدة وفريدة من نوعها» في قطاع غزة، بهدف قتل عدد من كبار القيادات في «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس».
وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على حسابه الرسمي في «تويتر» أن تلك العملية نفذت من قبل الجيش وجهاز الأمن العام الشاباك في مدينتي غزة وخان يونس.
وأكد المتحدث أن هؤلاء القيادات الذين قتلوا خلال العملية يشكلون جزءا مهما من قيادة أركان الجناح العسكري لـ «حماس» ومقربين من القائد العام لـ «كتائب القسام» محمد الضيف.
وتقول الأجهزة الإسرائيلية إنه تم اغتيال 10 مسؤولين في حماس ومنهم جمعة طحلة وجمال زبدة وحازم خطيب. بالإضافة إلى مقتل كوادر في حركة الجهاد الإسلامي.
واعترفت كتائب القسام بمقتل «قائد لواء غزة»، وقالت في بيان إنها «تزف (...) استشهاد باسم عيسى (أبوعماد) قائد لواء غزة في كتائب القسام، وثلة من إخوانه القادة والمجاهدين الذين ارتقوا أثناء عدوان الاحتلال على مواقع ومقدرات وكمائن المقاومة».
ودمرت غارة جوية برج الشروق المكون من 14 طابقا في غزة، ويضم مكاتب تلفزيون الأقصى التابع لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة. وذكر المراسلون أن طائرات إسرائيلية أطلقت صاروخين «تحذيريين»، ثم 8 صواريخ أدت إلى تدمير كلي للبرج وألحقت أضرارا جسيمة في عدد من البنايات المجاورة.
وفور سقوط صاروخي التحذير غادر سكان البرج شققهم. ويحوي البرج الذي يبعد مئات الأمتار عن مقر المجلس التشريعي في غرب مدينة غزة، شققا سكنية ومكاتب ومحال تجارية.
وبعد دقائق على تدمير البرج، أطلقت كتائب القسام، «130 صاروخا» في اتجاه مدن عسقلان وسديروت ونتيفوت في إسرائيل، ردا على قصف برج الشروق، وكرد أولي على اغتيال ثلة من قادة القسام، وفق ما أعلنت في بيان مقتضب.
وقالت وزارة الداخلية في غزة إن عشرات الغارات الإسرائيلية المتتالية استهدفت عددا كبير من المقار والمواقع الأمنية والمدنية.
وذكرت الوزارة أن القصف الإسرائيلي طال مقرا لقيادة الشرطة وعددا كبيرا من المنازل وشققا في عمارة سكنية، كما طال عددا من مواقع الفصائل والشوارع والبنى التحتية.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في القطاع إلى 53 من بينهم 14 طفلا و3 سيدات و304 إصابات بجراح مختلفة.
وذكرت الوزارة أن 43% من ضحايا القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة هم من الأطفال والنساء جراء الاستهداف المتعمد للمنازل والأحياء السكنية المكتظة.
صواريخ المقاومة
في المقابل، وسعت فصائل المقاومة مروحة أهدافها وشنت ضربات نوعية بأكثر من ألف صاروخ على مدى الأيام الثلاثة الماضية.
وأعلنت كتائب القسام توجيه ضربة بأكثر من 15 صاروخا لمستوطنة ديمونا، حيث يوجد المفاعل النووي الإسرائيلي، إضافة الى استهدافها المتكرر لمدن عسقلان واشدود وتل أبيب.
وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عن استهداف جيب إسرائيلي بصاروخ موجه من طراز «كورنيت» قرب السياج الفاصل ما خلف قتلى وإصابات في جنود الجيش.
وأعلنت الكتائب على موقعها الإلكتروني أنها شنت هجوما بـ 50 صاروخا على مدينة أسدود المطلة على ساحل المتوسط جنوب إسرائيل، بالإضافة إلى استهدافها برشقة صاروخية منصة الغاز الإسرائيلية قبالة سواحل غزة.
علاوة على ذلك، أشارت «كتائب القسام» إلى إطلاقها 20 صاروخا على حقل صهاريج «كاتسا» جنوب عسقلان و110 صواريخ على منطقة تل أبيب ومطار بن غوريون، بالإضافة إلى أكثر من 100 صاروخ على بئر السبع.
في غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام عبرية بأن رشقات صواريخ جديدة أطلقت من غزة على مناطق إسرائيلية مختلفة، منها بلدة غديرا ومدينتا أسدود وعسقلان ومستوطنات واقعة في غلاف غزة، مؤكدة سماع دوي انفجارات في هذه المناطق دون ورود تقارير عن وقوع إصابات.
ولقي إسرائيلي على الأقل حتفه بصاروخ مضاد للدبابات انطلق من غزة وسقط على عربة قرب الحدود حسبما قالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية. وقتل شخصان بصاروخ أصاب سيارتهما في بلدة اللد القريبة من تل أبيب.