أحيي صمود الشعب الفلسطيني الحر، بكل فئاته وفصائله وأحزابه وأحيي صواريخ غزه التي فرضت العزة على المشهد والتي بسببها تم هروب المستوطنين الغزاة.
***
ما يحدث ما هو إلا بسبب واقع هذه الأمة المكلومة، وأنا لا أريد أن أتكلم بالتفصيل لأنني قد كررتها سابقا في كذا مناسبة.
المتابعون الأغراء يتذكرون كلامي عن الضفة الغربية، وعن الذين كانوا يأملون أن الصهاينة سيتنازلون عن 22% منها لصالح منظمة التحرير الفلسطينية ثم تراجع سقف مطالباتهم إلى 40% من هذه الـ 22%.
تذكرون كلامي حينما قلت بأنكم لن تحصلوا حتى على 1% مما يعدونكم به بل سيهجرون الـ3 ملايين مواطن من أهل الضفة، وسيحاولون توطينهم في سيناء والأردن و(اليمن الكبرى).
من يتذكر كلامي هذا يتضح له الآن أن القصة ليست فقط الضفة الغربية بل إن محاولاتهم تتعدى إلى تهجير مواطني حي الشيخ جراح وتوطين اليهود المستوطنين به.
اذن فإن الهدف هو تهويد القدس تمهيدا لاحتلال فلسطين بالكامل وتهويدها وإفراغها من كل ما هو فلسطيني، وبالأخص تهويد المسجد الأقصى.
عموما الوقت والمساحة غير مناسبين للتفصيل اكثر والتبحر اكثر في هذه المخططات.
***
ولكن ما لم يتغير هذا الواقع فلن يتغير شيء، هذه الأمة التي اعتدنا معها أن ننام على خيانة ونستفيق على خيانة أخرى، بسبب بعض الحكومات التي قرارها الاستراتيجي مملوك لدول الاستعمار والاستكبار العالمي بلا خوف من الله ولا خوف من سخط شعوبها المغيبة، وبلا حياء.
***
ما يسمى مجازيا بالتطبيع، ماهو إلا الخيانة في أوضح صورها. ونحن نعلم أن السبب الرئيس والمباشر للتطبيع ما هو إلا تنفيذ سيناريو استعماري جديد الهدف منه كسر حاجز جديد من حواجز الصمود الشعبي ضد محاولة تهويد فلسطين بالكامل وإلغائها من الضمير الإنساني والإسلامي، وما هو إلا استكمال للنهاية الدرامية لمسلسلات الذل التي أجبرنا على متابعتها طوال العقود المنصرمة.
***
وأنا هنا أريد توجيه رسالتين مهمتين: الأولى.. أننا في الكويت نؤكد على دعمنا الكامل لأهلنا في فلسطين المحتلة، ونشدد على أنهم هم الموجه الرئيسي والوحيد للبوصلة الأخلاقية في كيفية التعامل مع الكيان الصهيوني الغاصب، ولا يجوز ممارسة حالة من الوصاية الأبوية أو البابوية الحاصلة عليهم سواء من الأفراد أو المؤسسات أو الدول.
أما الرسالة الثانية فهي تحذير لجميع الجهات التي تمارس الخيانة بأبشع صورها وأكثرها سذاجة، وأعني بالذات الجهات التي دائما تصرح بجمل وعبارات مسمومة، كعبارة ندعم كافة حقوق الشعب الفلسطيني (المشروعة)، ماذا يعني أن تنتهي الجملة بكلمة مشروعة؟
أنا طبعا لا أستغرب استخدام كلمة (مشروعة) لعلمي أنها إملاءات استعمارية لكي يحددوا هم لنا ما هو مشروع وما هو غير مشروع.
لا وألف لا لن يكون هذا، فكل وأي خطوات يتخذها الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال هي حقوق مشروعة وكل ما يراه الشعب الفلسطيني مشروعا فهو مشروع شاء من شاء ذلك وأبى من أبى.
***
ختاما: والخاتمة والعاقبة للمتقين، وللشعوب الحية. وكما أردد دائما: إننا الآن بلا شك في مرحلة غثاء السيل، ولكن لا شك أن هذه المرحلة لن تستمر إلى ما لا نهاية، ونحن أيضا يجب أن نعد انفسنا وأجيالنا القادمة لما بعد مرحلة غثاء السيل.
[email protected]
hammad_alnomsy@