بمناسبة انطلاق الحلم العربي الكبير بتنظيم كأس العالم، نهنئ الإخوة الأشقاء في دوحة الخير وأهلنا في دولة قطر بهذا الإنجاز العالمي غير المسبوق، عربيا وإسلاميا، نهنئهم بهذا الإعداد الذي استمر لأكثر من 20 عاما منذ أن فكروا وقرروا أن ينظموا كأس العالم، وتحديدا منذ 12 عاما في عام 2011، حين فازت قطر بثقة المجتمع الدولي، وتم الإعلان عن قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) باختياره قطر لتنظيم لكأس العالم 2022.
لا شك أن بطولة كأس العالم تتعدى كونها مجرد بطولة رياضية لكرة القدم، بل هي ثقافة عالمية واسعة مليئة بالتفكير والتخطيط والعزم والإصرار والنجاح.
***
بطولة كأس العالم وما صاحبها من منشآت وفعاليات وإعداد وتجهيز وتسخير للمادة والإمكانات، وما يصاحبها من جهد وعرق وسهر وما تمخضت عنه من تميز وزخم ونجاح، هي ثقافة الإرادة والعزيمة هي ثقافة شعب حي وحيوي، وحكومة تملك الرؤية والرغبة والقدرة.
بطولة كأس العالم بهذا الإنتاج القطري العربي بمعايير عالمية ودولية متقنة، هي صورة أخرى لـ«العمل» المتميز والمتفرد، وهي رسالة بأن المستحيل ليس له محلا من الإعراب، متى ما كان هناك وجود للرغبة الحقيقية والمخلصة في العمل، فإن القدرة على النجاح حتما ستكون موجودة.
بطولة كأس العالم في قطر، وتحديدا حفل الافتتاح الأكثر من رائع، بكل ما احتوى عليه من إبداع وما حمله من رسائل إنسانية وعربية وإسلامية، ينم عن عقول وأنفس بشرية تعلم ماذا تريد وتعلم كيف تحقق ما تريد بكل دقة ومباشرة ووضوح وإبداع.
***
دولة قطر الشقيقة وإن كانت موجودة على الخارطة الجغرافية والسياسية والاقتصادية قبل بطولة كأس العالم، لا شك أن هذه البطولة قد أضافت لها أبعادا تاريخية وإنسانية وآفاقا فاقت كل التوقعات وتجاوزت كل الخطوط التقليدية للعقليات والإمكانات العربية.
ولا شك أن الأصداء ما زالت في أولها، ولا شك أن تبعات هذا الحدث العالمي الكبير وتوابعه وما سيترتب عليه من رصيد وإرث يحسب للشعب القطري وحكومته سيحتاج إلى سنوات طويلة لرصده، وسيتيح لدولة قطر الكثير من المعطيات التي تمكنها من استثمار هذا الحدث التاريخي والعمل الجبار الذي حدث بلا أدنى شك أن قطر قد رسخت الكثير من القواعد والعتيد من الأرضيات الصلبة التي تستطيع الوقوف عليها بأقدام ثابتة لمطاولة الطوال والكبار على مستوى العالم.
***
دولة قطر منذ زمن وهي تحاول حجز مقعد متميز لها في الصفوف الأولى للعالم المتقدم، وذلك بفضل الرغبة والقدرة والرؤية والإرادة والإدارة الموجودة لدى حكومتها، وبفضل الحب الحقيقي للوطن، ولا شك أن الإخلاص الحقيقي للشعب والمسؤولين في قطر الذين أثبتوا أن حب الوطن الحقيقي هو كفاءة وعمل حقيقي وبناء وازدهار واقتصاد ومنشآت ضخمة وجبارة، وليس كلاما إنشائيا فارغا من أي محتوى حقيقي، وليست ادعاءات عنصرية ولا مبالاة وليس جهلا وعدم كفاءة، وبكل تأكيد حب الوطن لا يستقيم أبدا مع الفساد وإفساد الذمم.
***
شكراً وهنيئاً لقطر حكومة وشعبا وإرادة وإدارة، وأتمنى أن يتمم الله عليهم بخير وان يتقدموا من نجاح إلى نجاح.
لا يمكن أن أختم هذا المقال قبل أن أقدم التهاني للمنتخب العربي السعودي على الإنجاز التاريخي غير المسبوق، عندما فاز على منتخب الأرجنتين المصنف الثالث على مستوى العالم، والمرشح أكثر من غيره لنيل لقب بطولة كأس العالم «فيفا قطر 2022»، وأتمنى أن يكمل مشواره للأدوار المتقدمة في هذه البطولة، كما أتمنى التوفيق والفوز للمنتخبات العربية جميعا، البلد المضيف قطر وضيفيه تونس والمغرب.
[email protected]
hammad_alnomsy@