- لمدرب الحياة دور مهم ورئيسي في مواجهة تداعيات أزمة كورونا وتأثيرها النفسي على كثير من الأشخاص
- الإنسان الواعي يدرك أن لجائحة «كورونا» فوائد عديدة منها أن الطبيعة بدأت تتنفس من التلوث وأدرك الإنسان قيمة حياته الطبيعية
- آلية التدريب تختلف من شخص إلى آخر لكنها تتم بخطة عمل محددة وخطوات سهلة وواضحة
- نساعد الآخرين في مجالات عدة منها العلاقات الاجتماعية والأسرية ومجالات العمل والإبداع
- المعالج النفسي يميل إلى التركيز على ماضي الشخص أما مدرب الحياة فيركز على حاضره ومستقبله
- مدة التدريب تعتمد على الشخص نفسه وإذا ما كانت لديه فعلاً نية حقيقية للتغيير إلى الأفضل
- وفق التزام العميل بخطة العمل يتضح لي جديته في التغيير وأفرح كثيراً برؤية النتائج المحققة معاً
- غالبية الحالات التي نتعامل معها تغيرت حياتهم للأفضل وتلمسنا نتائج إيجابية على شخصيتهم
أجرت الحوار: آلاء خليفة
البعض يعرف دور مدرب الحياة life coach والبعض الآخر لا يعلم ما هي مهامه، وقد يخلط آخرون ما بين مدرب الحياة والمعالج النفسي، فمن هو مدرب الحياة وما اختصاصاته وما مجالات عمله؟ وما مدة التدريب وأنواعه التي يمارسها لتحقيق النتائج المأمولة، وهل هناك نتائج فعلية على أرض الواقع من وراء تدريب الحياة؟
هذا ما سعينا إلى معرفته خلال حوار أجرته «الأنباء» مع المهندسة ومدربة الحياة م.سبيكة القديري التي حدثتنا عن كل ما يخص تدريب الحياة، وكشفت أن هناك الكثير من رجال ونساء الكويت يعملون في مجال تدريب الحياة، موجهة عددا من النصائح إلى كل من يرغب في الالتحاق بالعمل في هذا المجال.
وبحديثها عن آلية ومدة التدريب قالت م.القديري إن آلية التدريب تختلف من شخص إلى آخر لكنها تتم بخطة عمل محددة وخطوات سهلة وواضحة، أما بالنسبة لمدة التدريب فتعتمد على الشخص نفسه وما إذا كانت لديه فعلا نية حقيقية للتغيير إلى الأفضل، موضحة أنها تدرك مدى جدية الشخص في التغيير بحسب التزامه بخطة العمل وفي النهاية فإنها تفرح كثيرا عندما ترى النتائج المحققة معه.
وتطرقت إلى تأثيرات أزمة كورونا على الصحة النفسية، مشيرة إلى أن هذه الجائحة أدت إلى غلق أنشطة ومطاعم وإيقاف الاحتفال بالمناسبات ما أدى إلى تأثيرات نفسية كثيرة وهنا يبرز دور مدرب الحياة لمساعدة الأشخاص على تجاوز هذه الآثار، كما تطرق اللقاء إلى سبل التغلب على أي تحديات فإلى تفاصيل الحوار:
بداية، رغم تخرجك من كلية الهندسة إلا أنك تعملين في مجال «تدريب الحياة»، فهل كانت لك رغبة في هذا المجال؟
٭ لقد التحقت بالدراسة في كلية الهندسة رغبة وحبا في مجال الهندسة وقد حصلت على شهادة الهندسة من الولايات المتحدة الأميركية وحصلت أيضا على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ماسترخت الهولندية بالإضافة إلى شهادة معتمدة في الدراسات المصرفية وشهادة معتمدة في تدريب الحياة.
بالنسبة لي، يعتبر مجال الهندسة شغفا وعشقا حقيقيا، ولو نظرنا إلى تعريف المهندس سنجده شخصا يبحث دائما عن الحلول الأفضل لمختلف المشاكل ووجدت نفسي أحب مساعدة كل من يلجأ لي، سواء من الأهل أو الأصدقاء أو زملاء العمل لإيجاد حلول مناسبة للصعوبات والعقبات التي تواجههم، وبالتالي فمن وجهة نظري أن Life coaching هي هندسة حياة وهناك ترابط بين الهندسة وتدريب الحياة بشكل عام وأرى أن مدرب الحياة يقوم «بهندسة» حياة الآخرين وتحويلها إلى الأفضل عن طريق إيجاد الحلول المناسبة.
نود تسليط الضوء على المقصود بالتدريب الحياتي؟
٭ التدريب الحياتي هو المساعدة على تحديد وتحقيق الأهداف الشخصية للفرد من خلال تطوير سلوكياته ومهاراته حتى يتمكن من الانتقال من مرحلة سيئة إلى جيدة أو من مرحلة جيدة إلى مرحلة أفضل بإذن الله.
من هو مدرب الحياة «life coach»؟
٭ مدرب الحياة هو شخص يوجه الناس لتطوير مهاراتهم ويعلمهم كيفية التعامل مع الأشخاص والمواقف التي تمر بهم في حياتهم اليومية، وكذلك يعمل على توجيههم التوجيه الصحيح فيما يخص حدود العلاقات مع الآخرين وتحقيق أهدافهم المتنوعة، لاسيما أن لكل شخص مهارة وموهبة بداخله لكن هناك أشخاصا لا يعرفون كيفية اكتشاف أو استعمال تلك المواهب وتطويرها بالشكل الصحيح الذي يعود عليهم وعلى الآخرين بالنفع والفائدة.
وماذا عن أنواع «تدريبات الحياة»؟
٭ هناك أنواع مختلفة لآلية التدريب ومنها الجلوس مع العميل والاستماع له ومن ثم تحديد خطة العمل المناسبة التي تشمل خطوات واضحة وسهلة، وهناك طريقة تدريب أخرى من خلال تقديم دورة تدريبية نقدم من خلالها الأساسيات التي يمكن للشخص أن يتبعها وتساهم في تطوير حياته للأفضل.
والجدير بالذكر أن ما جعلني اتجه لتدريب الحياة هو حبي للقراءة وحرصي الدائم على المطالعة والقراءة في مختلف المجالات وليس فقط في مجال تدريب الحياة، لذا أنا حريصة على أن أجعل الأشخاص الذين أتعامل معهم يحرصون كذلك على القراءة والاطلاع سواء قراءة الكتب أو الروايات أو القصص لأنها تزيد من معلوماتهم وتساعد العقل على التركيز والإبداع، ومن الضروري أن نركز أن أول كلمة نزلت في القرآن الكريم هي كلمة «اقرأ» وهي مفتاح العلم والنجاح.
النية الحقيقية
وما مدة التدريب؟
٭ مدة التدريب تختلف من شخص لآخر، فهناك أشخاص يكونون على دراية تامة بمهاراتهم ولكنهم يحتاجون إلى توجيه بسيط، وهناك أشخاص لا يطبقون النصائح والإرشادات التي يقدمها لهم مدرب الحياة بالشكل الصحيح فيحتاجون إلى وقت أطول، وبالتالي فإن مدة التدريب تعتمد على الشخص إذا كانت لديه فعلا النية الحقيقية والصادقة نحو تغيير نفسه إلى الأفضل وكذلك مدى التزامه بالخطط والإرشادات التي يقدمها له مدرب الحياة، وبشكل عام بقدر تعاون الشخص نفسه والتزامه بالخطط والإرشادات تكون مدة التدريب التي يحتاج لها قصيرة والعكس صحيح.
ما المجالات التي يمكن أن يساعد فيها مدرب الحياة غيره من الناس؟
٭ مدرب الحياة يمكن أن يساعد الأشخاص في مجالات عدة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، أكثر المجالات التي يلجأ فيها الشخص لمدرب الحياة تكون على مستوى العلاقات الاجتماعية والشخصية مع الأهل والأصدقاء والأقارب ولكن أيضا هناك مجالات أخرى لمدرب الحياة بصمة واضحة فيها ومنها مجالات العمل ومساعدة الشخص على تطوير مهاراته والإبداع في مجال عمله ووظيفته، حيث يقوم مدرب الحياة بتعزيز ثقة الفرد في ذاته ومهاراته ومواهبه ومساعدته على تطويرها بالشكل الذي يضمن له حياة افضل اجتماعيا ومهنيا وفي كل المجالات.
وبالنسبة لي كمدربة للحياة أعتمد بشكل أساسي على إعطاء خطة عمل في نهاية كل جلسة للشخص بحيث يقوم بتنفيذها وتطبيقها لحين قدوم موعد الجلسة التالية، وعلى حسب مدى التزام العميل بما جاء في خطة العمل يتضح لي جدية العميل ورغبته في التغيير وأفرح كثيرا عندما أرى التزامهم ونرى معا النتائج المحققة.
بماذا يختلف المعالج النفسي عن مدرب الحياة؟
٭ هذا السؤال بغاية الأهمية لأنه بالفعل هناك الكثير من الأشخاص لا يعلمون الفرق بين مدرب الحياة والمعالج النفسي، وما اود توضيحه في هذا المجال ان المعالج والطبيب النفسي يميل عادة الى التركيز على الماضي، ويكون قد قام بدراسة المشاكل النفسية على اختلاف أنواعها ويذهب إلى المسبب للمشاكل التي تكون مشاكل نفسية ذات طابع مرض ومنها الاكتئاب الحاد والوسوسة والقلق والتوتر وغيرها من الأمراض النفسية، وهنا يقوم المعالج النفسي بالرجوع إلى ماضي الشخص محاولا معالجة السبب الرئيسي حتى يعود المريض النفسي إلى وضعه الطبيعي.
أما مدرب الحياة فهو غالبا يركز على حاضر العميل وشخصيته ووضعه الحالي ويعمل على تطوير سلوكياته وأطباعه وصفاته الحالية ليمكنه من تحقيق أهدافه والانتقال إلى مستقبل أفضل.
وهل هناك نتائج من تدريب الحياة؟
٭ نعم بالتأكيد، غالبية الحالات التي نقوم بالتعامل معها تغيرت حياتهم للأفضل وتلمسنا نتائج إيجابية على شخصيتهم وتطوير مهاراتهم وقدراتهم سواء من الناحية الاجتماعية أو المهنية، وهذا ما يجعلني فخورة بعملي في هذا المجال عندما تثمر نتائج عملي وجهدي مع العميل في تغيير حياته للأفضل وأصبحت نظرتهم إيجابية نحو المستقبل.
والنقطة التي أود التركيز عليها لأهميتها أن من يركز على حياته بدلا من التركيز على حياة الآخرين ومن يسعى لتطوير نفسه وتغيير حياته للأفضل لابد أن ينجح ويتطور، ويشعر بالسعادة إن شاء الله.
تداعيات «كورونا»
في ظل الضغوط النفسية التي يعاني منها العالم أجمع بسبب جائحة كورونا وما صاحبها من حجر وعزل وحظر، هل من الممكن أن يساعد مدرب الحياة على تجاوز الأفراد لتلك المشاكل النفسية؟
٭ جائحة كورونا رغم أنها أزمة صحية وأصابت العالم أجمع إلا أنها كانت لها تأثيرات وتداعيات نفسية واجتماعية على أفراد المجتمع، خاصة مع القرارات التي اتخذتها الدول للحد من انتشار الفيروس، ومنها تطبيق الحظر والعزل المناطقي وإغلاق الكثير من الأنشطة، كالأندية والمطاعم والمقاهي ومنع إقامة الأعراس والمناسبات الاجتماعية، وكذلك الفترات التي تم فيها تطبيق الحظر الكلي وهناك الكثير من الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم فضلا عن الخسائر التي تكبدها أصحاب المشاريع الخاصة.
وبالتأكيد فإن جميع تلك العوامل أثرت على الصحة النفسية لأفراد المجتمع، وهنا برز دور مدرب الحياة في مساعدة الأشخاص على تجاوز تلك المحنة لاسيما أن الكثير من الأشخاص باتوا يعانون من الكسل وفقدان الأمل والشعور بالإحباط واللامبالاة بل إن بعض الأشخاص أصبحوا يعانون فعليا من أمراض نفسية ومنها الاكتئاب والقلق والتوتر، وهناك أشخاص بسبب الجلوس في المنزل لفترات طويلة والشعور بالإحباط أصبحوا يميلون للأكل بشراهة، بما أدى إلى زيادة أوزانهم مما أصابهم بخيبة أمل أكبر، ويقوم مدرب الحياة في تلك الحالة بمساعدة الأشخاص على تحفيزهم وتعزيز الثقة لديهم بمستقبل افضل.
والحقيقة تقال بقول ربنا الكريم «وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم»، حيث كانت حياتنا قبل جائحة كورونا تسير بوتيرة سريعة جدا، والجائحة جاءت لتبطئ وتخفف تلك السرعة، والإنسان الواعي واليقظ استغل وضع جائحة كورونا الاستغلال الصحيح من حيث مراجعة وترتيب الأولويات في حياته، واستغل الوقت في القراءة وكسب المعرفة ونيل شهادات اونلاين وغيرها من استغلال مفيد للوقت، والانسان الواعي يدرك كذلك أن للجائحة فوائد عديدة حيث بدأت الطبيعة تتنفس من التلوث وبدأ الانسان يدرك قيمة نعمة حياته الطبيعية التي لم يعطها حق الشكر والامتنان.
هل هناك الكثير من نساء الكويت يعملن في مجال تدريب الحياة؟
٭ نعم، هناك الكثير من نساء ورجال الكويت يعملون في مجال تدريب الحياة، وهذا الأمر يسعدني كثيرا عندما أشعر أن هناك زيادة في الوعي المجتمعي بأهمية تدريب الحياة واتجاه الكثيرين لهذا المجال سواء للعمل به، سواء من أفراد المجتمع في الاستعانة بمدربي الحياة لتوجيههم نحو حياة أفضل، وكما قال الله تعالى في كتابه الكريم «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».
سمات مهمة
وما نصيحتك لكل شخص سواء كان رجلا أو امرأة يرغب في العمل بهذا المجال؟
٭ بالنسبة لي، لدي شهادة معتمدة في تدريب الحياة لكن بشكل عام، رغم أهمية حصول الشخص على شهادة للعمل في هذا المجال، هناك سمات أهم يجب أن يتمتع بها مدرب الحياة حتى ينجح في مجال عمله، وعلى سبيل المثال لا الحصر أن يكون شخصا ذا اطلاع ومعرفة ويتمتع بالحس الاجتماعي وقادر على فهم الشخصية التي تجلس أمامه، فضلا عن أن يكون صبورا وألا يتأثر بالمشاكل التي يسمعها من العميل بل على العكس أن يكون هو القوة الإيجابية التي تمنح العميل الرغبة في التغيير نحو حياة افضل.
للصحة النفسية تأثير بالغ على الصحة الجسدية
ذكرت م.سبيكة القديري أنه من المؤسف حقا أن هناك الكثير من الأشخاص في مجتمعاتنا العربية لديهم اعتقاد خطأ بأن الشخص الذي يذهب إلى مدرب الحياة أو إلى المعالج النفسي فهو شخص مريض او مجنون وهذا الأمر خطأ جدا، مشددة على أهمية الصحة النفسية التي قد تكون أحيانا أهم من الصحة الجسدية نظرا لأن الصحة النفسية لها تأثير بالغ على الصحة الجسدية.
وأضافت: على سبيل المثال إذا كان الشخص يعاني من الاكتئاب فسيشعر بالتعب الجسدي ويشعر بأوجاع في مناطق مختلفة في جسده، ومنها على سبيل المثال الإنسان عندما يكون في حالة غضب شديد قد يسبب له سكتة قلبية وعندما يكون في حالة أعصاب وتوتر قد يسبب له شلل الوجه وكذلك إصابته بالقولون العصبي وهو من الأمراض النفس جسمية.
وأكدت القديري أهمية وقوة تأثير العقل والفكر على الجسد حيث إن أي فكرة ترسخ في عقلك فد تصبح واقعا ملموسا، ويمكن للإنسان اختيار وتحديد فكره، أما أن يكون إيجابي التأثير أو سلبيا.
هنا ذكرت تجربة العالم د. «بورهيف» الذي نسق مع المحكمة العليا لتجربة قوة العقل وتأثيره على جسد سجين محكوم عليه بالإعدام، حيث أراد الدكتور بورهيف دراسة التغيرات التي تطرأ على الجسد من خلال قوة الفكر والعقل.
بدأت التجربة عند ابلاغ السجين انه سيتم إعدامه عن طريق تصفية دمه من خلال شرايين اليد، بينما بالحقيقة الدكتور لن يفعل أي شيء سوى زرع فكرة في عقل السجين.
وبالفعل قام الدكتور بورهيف والعلماء المشاركون بتعصيب عيني السجين والتظاهر بقطع شرايين يديه ثم قاموا بتركيب خرطوم يسري به ماء على جسده عند الشرايين ووضعوا دلوا بجانب السجين.
بدأ العلماء يتكلمون بصوت مسموع أن عملية تصفية الدم بدأت وأن صوت القطرات هي صوت الدم المسال لكن السجين معصوب العينين لم يكن يدرك أن ذلك الصوت ليس إلا صوت ماء يقطر من الخرطوم وليس دما من شرايين يديه.
وكانت المفاجأة بأن جسد السجين بدأ يصفر ويشحب وبدأت أعضاء جسده بالانهيار عضوا تلو الآخر حتى توفي، كما لو كان فعلا تتم تصفية دمه.
هنا تأكد الدكتور العالم بورهيف والعلماء المشاركون أن ما نمليه على عقلنا وما يصدقه العقل له تأثير كبير ومباشر على صحة الجسد والأعضاء، لذلك شددت القديري على أن على المجتمع العربي أن يعي بأهمية الصحة النفسية والاهتمام بها سواء عن طريق الذهاب لطبيب نفسي أو مدرب حياة أو السعي لتحسين الحالة المزاجية للشخص والناس من حوله.
الدين أخلاق .. والقرآن الكريم «دستور حياة»
ذكرت القديري أن من يدرس ويطلع على الأساليب الصحيحة للحصول على صحة نفسية سليمة ومتزنة سواء من كتب ومراجع عربية أو غربية يتأكد أن الدين الإسلامي دين حياة ويشمل كل الأمور، ليست الدينية فقط وإنما الحياتية كذلك ويعد منهاج حياة، حيث انه يعلمنا على الصبر، التوازن والحلم عند الغضب، المرونة والتفاؤل ونشر الخير وتمني السعادة للغير وغيرها الكثير.
وقد أعربت القديري عن ملاحظتها بأن الكثير من الناس قد جعلوا العبادة عادة، يصلون دون الشعور بأنهم بين يدي الرحمن وهذا الشعور كاف ببعث الطمأنينة والسلام، والكثير يغضبون ويتكلمون بسوء بحجة أن مزاجهم متعكر من الصيام ويستهزئون بالآخرين كدليل على خفة الدم، وهذا الأمر خطأ، فالدين أساسه وارتكازه الأخلاق، والقرآن الكريم يعتبر«دستور حياة» والإسلام أساس السلم والسلام وليس عبادات خالية من الحضور العقلي والروحي.
وختمت قائلة: مجمل رسالة المصطفى صلى الله عليه وسلم «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» والأخلاق هي أساس الصحة النفسية والجسدية والفكرية للفرد والمجتمع والأمة أجمع.
رسالة شكر وتقدير
وجهت م.سبيكة القديري الشكر والتقدير لجريدة «الأنباء» لإتاحتها الفرصة أن تسلط الضوء على مجال تدريب الحياة وأهميته في حياة الآخرين.
كما خصت بالشكر والتقدير والدها ووالدتها موضحة أن والدها غرس في نفسها منذ الصغر حب قراءة الكتب والاطلاع والثقافة، وكان يؤكد لها دوما أن الشخص يجب أن يسعى لزيادة علمه حيث انه بمقدرة الإنسان اكتساب معلومة جديدة حتى عند آخر نفس في حياته.
وأشارت إلى أن والدتها ربتها منذ الصغر على حب العلم والمعرفة وأن الشخص عليه أن يجد ويجتهد حتى يحقق طموحه ومبتغاه. وذكرت أن الحمد والشكر دائما وأبدا، أولا وآخرا هو لله عز وجل لكل ما وصلت وأصبحت عليه اليوم.