لقد عانى الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام والمسلمون الأوائل الكثير من الاضطهاد والبغي والأذى على أيدي كفار قريش وكانوا حائلا دون مواصلة الرسول صلى الله عليه وسلم لنشر الدعوة الإسلامية حتى يواصل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أمره رب العالمين عز وجل لأن يهاجر إلى المدينة المنورة حتى يواصل نشر الدعوة الإسلامية.. وقد لاقى كل الترحيب وحسن الضيافة من قبل أهل المدينة الأنصار.. في البداية، آخى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار وخلق جوا من الألفة والمحبة والتعاون بين المهاجرين والأنصار.. باشر نبي الهدى صلى الله عليه وسلم نشر الدعوة المحمدية وفي المدينة المنورة مدينة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان انطلاق نشر الدعوة ثم باشر بإنشاء أول دولة إسلامية.. لقد هاجر الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم مع المسلمين الأوائل بعد أن تركوا كل ما يملكون في مكة المكرمة ولم يتمسكوا بالوطن والأهل والحلال والأملاك.. بل هاجروا حفاظا على العقيدة والإيمان والإسلام تأكيدا للآية الكريمة: (ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما)، إنها الهجرة من أجل العزة ونصرة دين الله.. وفي يثرب، التي أصبحت المدينة المنورة، أسس الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم أول دولة إسلامية ومنها امتدت هذه الدولة إلى خارج جزيرة العرب، حيث امتدت إلى مصر والشام حتى بلغت بلاد الفرنجة وأسسوا دولة الأندلس.
كذلك ارتبط التاريخ الهجري حيث ترتبت على الهجرة النبوية الشريفة حددت تقويم يضبط به الناس عقودهم ومعاهداتهم وبعد مداولات ومناقشات حول اختيار ربط التقويم بمناسبة ترتبط بقيام دولة للإسلام واختار الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن تكون هجرة النبي صلى الله عليه وسلم لتكون تقويما لدولة الإسلام، وبعد أن استقر النبي في المدينة المنورة وقام ببناء دولة إسلامية.. واصل نشر الدعوة الاسلامية فبعث بوفود إلى العديد من الدول لدعوتها لاعتناق دين الاسلام ولقد لاقى نبينا الكثير من المصاعب والعراقيل إلا أنه لم يتوقف واستمر في نشر الدعوة استجابة لأوامر الخالق عز وجل..
إذن من هذا يتبين أن الهجرة هي التي تسببت في بناء الدولة الإسلامية وانطلاق نشر الدعوة الاسلامية.. لذلك فإن المسلمين يحتفلون بذكرى هجرة النبي الأعظم عليه أفضل الصلاة والسلام لما لهذه الذكرى أثر بالغ في نشر الدعوة في العديد من الدول العربية والأجنبية.. وكان القرآن الكريم خير دستورا وتشريعا للدولة الاسلامية..
قال تعالى: (ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطؤون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين).
والله الموفق.